مارين في عبث التخلف
مارين في عبث التخلفمارين في عبث التخلف

مارين في عبث التخلف

تركي  السديري


    تأسس الحزب اليميني الفرنسي المتطرف والشهير باسم «الجبهة الفرنسية» في السبعينيات الميلادية، حيث كانت مبادئ الحزب تدعو إلى العنصرية للعزلة الفرنسية من المحيط الأوروبي، ولم يكن حزباً قومياً إلى أن دعمه ثعلب السياسة الفرنسية (ميتران) لإضعاف اليمين المعتدل الديغولي.. وظل الحزب مشهوراً بالمشاغبة البرلمانية عبر شخصية مؤسسه (جون ماري لوبان) الشهيرة بالانتقاد وطول الصراخ، بالإضافة لحضور الحزب بشكل ملحوظ في الانتخابات البلدية، وأقصى شيء حققه الحزب كان وصوله للانتخابات الرئاسية الفرنسية بشكل قوي عام ٢٠٠٢م.. ونتج عن ذلك هزيمة ساحقة للحزب من الرئيس شيراك.. ومما يحسب للرئيس شيراك تركيزه على إضعاف حزب الجبهة الفرنسية بسبب إدراكه لخطورة مفاهيم الحزب النازية والعنصرية..


مرّت السنوات وأصبح جون لوبان عجوزاً ومحل سخرية الصحافة عبر رسمه على شكل (هتلر)، ولكن للأسف عاد الحزب لقوته مع ابنته مارين؛ ليس بسبب ذكائها، فهي مشهورة بعدوانيتها وعقدتها منذ أن كانت صغيرة.. وحاول أحد الكارهين لأبيها تفجير بيتهم وهي طفلة.. لكن السبب الحقيقي ظهور التطرف الإرهابي الذي يستخدم الإسلام - للأسف - كشعار، بالإضافة لعدم قدرة الحكومات الفرنسية من بعد شيراك على تحقيق إصلاح في البلاد مع تزايد المهاجرين من الخارج، لهذا تعالى صوت المؤيدين لها..


مارين لوبان هي ظاهرة سلبية للحياة السياسية، فهي ليست فقط ضد العرب، بل ضد الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو مع الولايات المتحدة.. وهذا ما يوضح بأنها «ظاهرة» سياسية تتفاعل في أوقات الغضب الشعبي فقط، وهذا يحدث في دول كثيرة مثل «ترامب» في الولايات المتحدة، و«جرينو فسكي» في روسيا.. لذلك لا نستطيع أن نقول إن فرنسا عنصرية، ولكن مارين تراهن على الغضب الشعبي؛ والذي سرعان ما يتراجع ويكون أول المحتقرين لها..



هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com