من شدة الوجع... أكتب لكم بالسجع!
من شدة الوجع... أكتب لكم بالسجع!من شدة الوجع... أكتب لكم بالسجع!

من شدة الوجع... أكتب لكم بالسجع!

نجم عبد الكريم

أروي لقرائي الكرام... في بلاد العُرب والإسلام.
حكاية، البطل فيها الجشع... ولنسمِّه الطمع.
الحكاية يا إخوان... تحدث في كل الأزمان.
منذ قابيل وهابيل... حتى آخر هذا الجيل.
تروي لنا قصص الأجداد... عن مدينة لبست الحداد.
لأنها مسلوبة الحرية... وشعبها يحيا بلا قضية.
فتفجر فيها عصيان... أدى لموت السلطان.
وجاء حاكمها الجديد... ليجعل شعبها السعيد.
فأمر الوزراء بأن يكونوا أوفياء... أمناء وأيضا شرفاء.
وأراد الحاكم أن يزيح حزن المدينة... ويملأها بالأنوار والزينة.
فطلب من وزير بيت المال... أن يصدر مرسوماً في الحال.
بصرف خمسة ملايين... للأفراح والتزيين.
لكن وزير بيت المال الأمين... لم يكن سوى سارق لعين.
إذ جعل الملايين الخمسة... ثلاثة، وسرق الباقي لنفسه.
وقال لأركان وزارته... ومن يعملون تحت إمرته:
أمرني الحاكم.. وأمره صارم.
أن تصرف هذه الفلوس... لتجعل مدينتنا كعروس.
وسلمت بعد ذلك المبالغ... لموظف في الشر والغ.
هو وكيل الوزارة... فاشترى لنفسه عمارة.
باسم أبنائه الثلاثة... واعتبر الأموال له وراثة.
وأخذ المال المتبقي في الانكماش... لأنه وزع بين الوزير والوكيل والفرّاش.
وأُخذت تُروى القصص... عمن تقاسموا الحصص.
وكيف سرقوا البلاد... وأشاعوا النهب والفساد.
وبعد أن فضحت القضية... اجتمع الحراميــة.
وتدارسوا الأمر باهتمام... من منطقٍ ينضح بالإجرام.
وتوصلوا إلى قرار... جعلوه سراً من الأسرار.
فأصدروا الأوامر للرعية... بأن يمتثلوا للقرارات السرية.
فنادى المنادي... في المدن والبوادي:
إن على كل المواطنين... ومن في البلاد قاطنين.
أقيموا في مدينتكم الأفراح... واجعلوا لياليها الملاح.
وزينوها بالأنوار... وعطروها بالأزهار.
ولترتدوا حللكم القشيبة... وإن لم تفعلوا وقعتم في مصيبة.
ولما بلغ النداء... مسامع البسطاء.
أخذوا يتساءلون... عما سيفعلون.
وهم لا يملكون ما به يأكلون... فكيف يا ربي لمدينتهم يزينون؟!
وتحت نير الخوف والإرهاب من العقاب... تعاون الشيب والشباب.
وانصاعوا للأوامر.. والكل منهم صاغر!
* * *
وحان الموعد المحدد... وأخذت المدينة تتجدد.
والطرق بسواعد الفقراء تتعبد.
وطُليت البيوت... بشتى أنواع الزيوت.
وارتدى الناس أجمل الثياب... كي يسلموا من العقاب.
واستعد القوم... لمثل هذا اليوم.
فخرج السلطان من قصره العالي... ليرى كيف يعيش الأهالي.
ولما رأى مواكب الفرح... سعد قلبه وانشرح.
وشكر الوزراء... لأنهم أمناء.
تصرفوا بالمال الميسور... ليهنأ الشعب بالسرور.
واقتصدوا بالخمسة ملايين... فجعلوها كالخمسين.
كل فلسٍ في مكانه الصحيح... والشعب هانئ مستريح!
واعتقد السلطان أن الشعب يحبه... بيد أن الشعب كان يسبه.
فهذا الشعب المسكين... كان يرقص وهو حزين.
والسلطان كان متبلد الإحساس... في بعده عن مشاكل الناس.
وزمرته بأموال الشعب تلعب... ولخيرات البلاد تنهب!
وهكذا استمرت الحال... من زوال إلى زوال.
طالما هناك كلاب... تنهب المال بلا حساب.
تلهث وراء المال... بالحرام وبالحلال!

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com