بركات... وفريد الأطرش!
بركات... وفريد الأطرش!بركات... وفريد الأطرش!

بركات... وفريد الأطرش!

نجم عبد الكريم

هنري بركات يحتل موقعاً بارزاً في الصفوف المتقدمة من المخرجين العرب... عرفت بركات في الستينيات، وكان واحداً من ثلاثة نادراً ما يفترقون: فاتن حمامة، والمصور الحاج وحيد فريد، وهنري بركات. حاولت محاورته في ذلك الوقت فلم أوفق، ولمّا استقر بي المقام في لندن وكنت أُشرف على إذاعة عربية التقيت بالكثير من الشخصيات التي تزور العاصمة البريطانية، وكان هنري من بينهم!
وبعد جهد متواصل ساهم فيه المخرج صلاح أبوسيف، الذي كان هو الآخر في لندن، قبل بركات أن يكون ضيفاً على الإذاعة التي كنت مسؤولاً عنها، كان السؤال الأول:
ما الظروف التي جعلتك تختار رواية "دعاء الكروان" للدكتور طه حسين؟
- هي حكاية ظريفة جداً، لأن الذي اختار هذه الرواية بالأساس كان فريد الأطرش!
وما علاقة فري الأطرش بدعاء الكروان؟
- أقول لك: أراد فريد أن يلعب دور المهندس -في رواية الدكتور طه- وأنا قرأت الرواية ووجدت أنها ممتعة، ولكن آخر من يصلح للقيام بدور المهندس هو فريد الأطرش، فقلت له: يا فريد أنت لا تستطيع أن تلعب دور المهندس، لأن شهرتك مبنية على الغناء، فقال لي إنه لن يغني وسيكتفي بالتمثيل فقط أسوة بفرانك سيناترا، الذي مثّل الكثير من الأفلام دون أن يغني فيها... قلت له: يا فريد سيكون الفيلم فاشلاً بدون الغناء.
وكانت النتيجة أن خسرت صداقة فريد الطويلة بسبب هذا الرأي.
وهل تعاملت مع الدكتور طه حسين كمؤلف للرواية؟
- نعم وكان في غاية الظرف، فحينما جئنا إليه بالسيناريو وقرأته عليه فلم يراجع ولم يُبد أي ملاحظة، وصورنا له المقدمة في مشهد واحد لم نتوقف فيه لأي سبب من الأسباب، وهذا أمر نادر في التصوير السينمائي!
هل تعتبر "دعاء الكروان" master piece لهنري بركات؟
- هو من أفلامي المفضلة، وكذلك أعتز بفيلم "الحرام"، لكن "الحرام" لم يحقق نجاحاً عند عرضه.
- صحيح، لذلك زعلت، وزعلت جداً... وانجرحت (كشيت)!
أنت الآن حزين على وضع السينما، لماذا؟
- بسبب دخول عناصر جاهلة لا علاقة لها بالسينما.
هل تذهب لمشاهدة أفلام سينمائية؟
- لا يمكن أن أذهب، لأني جربت فاكتشفت تلك النوعيات الرديئة من الجمهور الذي يجعل من صالة السينما عبارة عن ساحة للألفاظ البذيئة، فضلاً عن الروائح الكريهة التي يشمها من يذهب إلى هذه النوعيات من السينمات، أضف إلى هذا وذاك رداءة الكراسي، وباعة المرطبات الذين يتجولون داخل الصالة، فكيف بالله عليك أذهب لمشاهدة هذا التخلف؟!
أستاذ هنري: قبل أن أختم هذا اللقاء أريد منك اعترافاً لم يسبق لك أن أبحت به؟
- والله ساعات أفكر بأني أريد أن أضرب نفسي ولا أريد القول (بالجزمة)، لأني قمت بإخراج أفلام سينمائية لم أكن راضياً عنها!
كثيرة؟
- ليست كثيرة، لكنّ هناك أعداداً تتجاوز العشرة.
هل مثلت فيها فاتن حمامة؟
- نعم أكثر من فيلم.
ما الفيلم الذي أخرجته لفاتن حمامة ولم تكن راضية عنه؟
- هناك فيلم لن أذكره، ولن آتي على سيرته.
لماذا؟
- لأنه فيلم لم يرضني، ولم يرض فاتن، وكان عذاباً بالنسبة لنا.
* * *
اقتبست من هذا اللقاء الطويل مع هنري بركات أبرز المشاهد التي تتوافق كلماتها مع مساحة هذه الزاوية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com