رحّالة الصيف: أنيس منصور من باندونغ
رحّالة الصيف: أنيس منصور من باندونغرحّالة الصيف: أنيس منصور من باندونغ

رحّالة الصيف: أنيس منصور من باندونغ

سمير عطا الله

يقول أنيس منصور عن رحلته تلك:
اليوم سافرت إلى باندونغ.. الطريق إلى هذه المدينة التاريخية جميل. فيه غابات وأشجار ومياه وجبال وبراكين.. وحمامات للسباحة لا أعتقد أنني رأيت لها مثيلاً في أي بلد في العالم..
أما جاكرتا فحارّة جدًا.. والهواء يبدو أنه معتقل.. ومدينة جاكرتا تسمع فيها أجراسًا غريبة طول الليل. ولكن إذا خرجت من تحت الناموسية واجتزت حديقة بيتك – كل البيوت لها حدائق – فستجد أنهم مجموعة من الباعة المتجولين.. كل بائع له نداء خاص، أقصد له جرس خاص.
ومع هذه الأجراس ستجد كلمات غير مفهومة: آه.. أوه.. آي.. آي.. إنهم ينادون على اللحوم والأرز والشاي والفواكه.. فالمحلات التجارية تتركز في بعض المناطق.. ولا توجد وسيلة للمواصلات في جاكرتا إلا الريكشا ويسمونها البيتشا.
وجاكرتا تشبه بيروت. وقد لا تجد الهواء في «ساحة البرج» إلا بصعوبة في حين أن جبال لبنان رائعة.. إنها تشبه المغناطيس فهي تجذب كل ما في جيوبك من مال وأنت سعيد!
وجاكرتا تشبه بون عاصمة ألمانيا الغربية.. فهذه المدينة هي قرية صغيرة منخفضة وليست صحية.. بل إن الناس يشكون فيها من الإرهاق والتعب المستمر.. أما باندونغ هذه فهي جميلة.. مدينة أوروبية. فيها فنادق ممتازة نظيفة وفيها نواد ليلية. وفيها كل شعوب العالم. ولكنها في نفس الوقت مدينة إندونيسية فالفنادق قليلة ومزدحمة.
وقد طرقنا الفنادق واحدًا واحدًا، ولم نجد غرفة واحدة. وأخيرًا عثرنا على زميل قديم في الدراسة. وكان ينزل في غرفة بها سريران، وتنبهت إدارة الفندق إلى أننا سننام جميعًا في غرفة واحدة، وهذا ضد اللوائح. ولكننا قررنا أن نبيت في هذه الغرفة وإدارة الفندق قررت أن يبيت اثنان فقط.
وكنا نتناوب البقاء في هذه الغرفة. واحد يبقى في المطعم واثنان في الغرفة، فإذا جاء الليل سهرنا حتى ساعة متأخرة جدًا. وننتهز فترة نوم الخدم ونتسلل إلى الغرفة حتى الصباح. وكل غرفة مزودة بكتاب من ست صفحات يحدثك عن كيفية استخدام التليفون الأوتوماتيكي. ومع ذلك فباندونغ أحسن وأجمل مدينة في إندونيسيا كلها!
والمرأة الإندونيسية تعيش حياة المرأة الأوروبية. وهناك فتيات جميلات يمشين بالجملة في الشوارع ويبتسمن لك ابتسامات عريضة جدًا. ونحن في القاهرة نقول عن البنات الجميلات إنهن بنات نادي الجزيرة أو شارع سليمان باشا. وهنا يقولون: بنات شارع آسيا وأفريقيا، أو بنات: آسيا وأفريقيا.. أ..أ..

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com