مصر.. حان وقت العمل
مصر.. حان وقت العملمصر.. حان وقت العمل

مصر.. حان وقت العمل

قضي الأمر، وانتهى اللغط، عبد الفتاح السيسي هو رئيس مصر الجديد، بأصوات ملايين المصريين، متجاوزا ضعف ما حصل عليه مرشح الإخوان محمد مرسي من أصوات.



مصر تطوي صفحة، وتفتح صفحة جديدة.

كانت المرحلة الماضية مرحلة تلمس الطريق، والقتال للخروج من ضباب الفوضى، لكن ها هي مصر تعبر «خط بارليف الإخواني»، المدعم من حلفاء إقليميين ودوليين، وجهل داخلي.

لقد كانت مصر، بصفتها دولة، معرضة للفناء لولا جهود الجيش والشرطة والقضاء، وبعض الإعلام، وصدق الرئيس المؤقت عدلي منصور وهو يقول في كلمته الوداعية عن هؤلاء: «حالوا دون سقوط أقدم دولة مركزية في التاريخ».

وماذا بعد؟

يجب تخفيف الحديث عن الماضي، بما فيه الإخوان وإرهابيوهم، والعمل على معالجة مشكلات مصر في الاقتصاد والتنمية بدرجة أولى.

هل يعني هذا «إهمال» المحاصرة للإخوان وإرهابييهم؟

أبدا، بل يعني وضع هذا الخطر في مكانه، ضمن أخطار أخرى حالة.

الرئيس المنتخب عبد الفتاح السياسي يعي ذلك، كما يبدو، ولذلك كانت أول كلمة له للشعب بعد إعلان فوزه مقتضبة عملية، شكر فيها المصريين على ثقتهم، ومنافسه على مشاركته، وكل من بذل الجهد للوصول لهذه اللحظة، وبعد الشكر قال - بما معناه - للمصريين، لست أعدكم بالراحة والورد والفل والياسمين، بل أعدكم بالكد والجد والعمل الدائم.

قال: «حان وقت العمل».

ما هي أبرز الصعوبات التي تعترض الرئيس الجديد؟

أولها، لا ريب، تحقيق الأمن، وصيانته، وإدامته، حتى يطمئن الناس.

وحتى تعود السياحة بزخمها، فلا سياحة دون أمن.

في نفس الوقت، وبالموازاة، كما وعد السيسي، يكون العمل على تسريع الإيقاع في النهوض بمصر اقتصاديا وتنمويا، وقد سمعنا عن أفكار طموحة وخلاقة في التنمية، تحتاج مالا خرافيا، وثقة دولية وإقليمية.

دين مصر الداخلي حسب تقرير سابق لمتابعة الأداء الاقتصادي خلال عام 2012 - 2013 صادر عن وزارة التخطيط المصرية، كان يبلغ نحو 1238 مليار جنيه في بداية حكم مرسي ارتفع إلى أكثر من تريليون و600 مليار جنيه في نهاية حكمه.

الضمانة الأولى للرئيس المنتخب هي دعم أغلبية المصريين له، وهي متوفرة، لكن هذا غير كاف بوجود دول معادية للواقع الجديد في مصر، وهي في الإقليم، ودول أخرى «كارهة» لما جرى، تلميحا أو تصريحا، مثل أميركا.

يبقى دعم الدول الكبرى في المنطقة، التي تساند مصر، وترهن قدراتها وقوتها لصالح مصر.

هنا وقف الملك عبد الله بن عبد العزيز وقفة للتاريخ، وانحازت السعودية للمستقبل، ومصر ليست وحدها، معها السعودية، والإمارات، وكل العرب العقلاء.

عبد الله بن عبد العزيز في رسالة التهنئة والدعم والنصح للرئيس السيسي قال وهو يدعو لمؤتمر اقتصادي لدعم مصر: «ليعِ كل منا أن من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر - بفضل من الله - فإنه لا مكان له غدا بيننا إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات».

هذه أيام لكتابة المستقبل.

(الشرق الأوسط)

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com