الجديد في جدة

الجديد في جدة

لم تكن القمة العربية الثانية والثلاثون كباقي القمم السابقة، حيث كشفت مدينة جدة السعودية، جديدًا هذه المرة، يتعدّى عودة سوريا إلى الحاضنة العربية ومشاركة الرئيس بشار الأسد في قمة شهدت حضورًا لافتًا.

ورغم أن مشاركة الرئيس الأسد كانت العنوان الأبرز، الذي لاقى ترحيبًا من الزعماء ورؤساء الوفود العربية في كلماتهم خلال أعمال القمة، إلا أن قمة جدة شهدت عناوينَ أخرى بارزةً ورسائلَ عربيةً خالصةً موجهةً للغربِ والشرقِ في آنٍ واحد.

البداية من مشاركة لافتة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في أعمال القمة، وحضوره شخصيًّا إلى جدة ليلقي خطابًا، أعرب فيه عن رغبة أوكرانية بدور عربي يكون وسيطًا لحل الأزمة وينهي الحرب الأوكرانية الروسية.

وبالتوزاي مع الحضور الأوكراني، كان الحضور الروسي أيضًا ببرقية للرئيس فلاديمير بوتين، هي أيضًا أعربت عن ترحيب روسي بدور عربي قد يكون وشيكًا، "الوسيط المحايد"، والذي لم تمِل كفته نحو طرف على حساب الآخر.

القمة التي جمعت بين زعيمين، العداء بينهما لدود، لم يسبق أن استطاعت حاضنة أن تجمعهما معًا، إلا قمة جدة.

زيلينسكي قبل مشاركته في قمة جدة، كان في جولة أوروبية، وقبلها بأشهر، كان في جولات يلقي فيها خطابات، كل الأمكنة استطاعت احتضانه ومالت إلى صالحه صراحة -حتى الفاتيكان- فلم تستطع مجالس الغرب احتواء سوى طرف واحد من طرفي الصراع، كما لم تستطع كسب ود جانبين متصارعين لتكون وسيطا مقبولا.

العرب الوسيط فوق العادة المرحب به من الطرفين، ولا نعلم قد يكون ما حدث في جدة من خطاب يميل للسلم من قبل بوتين وزيلنسكي، مقدمة للقاء مفاجئ بين الرجلين على أرض عربية.

هي رسالة عربية صدحت بها القمة، فبالتوازي مع ترتيب البيت الداخلي، وانتهاج سياسة تصفير المشاكل في الداخل ومع دول الجوار، لا سيما إيران وتركيا، هناك رسالة للغرب والشرق، عنوانها، دور عربي مرتقب لحل أزمات دولية وإقليمية، بعيدًا عن أي تبعية، فالمعيار الواحد والأوحد المصلحة العربية الخالصة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com