عاصفة حزم سياسية
عاصفة حزم سياسيةعاصفة حزم سياسية

عاصفة حزم سياسية

بصدور قرار مجلس الأمن، تحت الفصل السابع، بخصوص اليمن، انطلاقًا من الرؤية العربية الخليجية، نتجه أكثر نحو الانتصار لليمن ضد المغرضين.

ترافق هذا الانتصار السياسي مع تفوق العمليات العسكرية، خاصة الجوية منها، في استهداف ميليشيا الحوثي وحليفها علي عبد الله صالح، ونجله أحمد، ما يجعل «عاصفة الحزم»، عملية متكاملة ذات زخم متصاعد، وهو ما يفرح قومًا، ويغم آخرين!

نحن أمام هبة عربية ظافرة، هزت أوهامًا، وبعثرت أوراقًا، وشكلت ضغطًا على من كان يعتقد أن ثمار خططه أوشكت على النضج وحان قطافها.

أكثر المتضررين من سلسلة الانتصارات العربية هذه؛ العسكري والسياسي منها، إيران نفسها، خاصة أن قوات الحوثي وصالح تحولت، كما قال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم «عاصفة الحزم»، من حالة الهجوم لحالة الدفاع.

القرار الدولي الملزم نص على فرض عقوبات تمثلت في تجميد أرصدة وحظر السفر للخارج، لعبد الملك الحوثي، وأحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس السابق، والقائد السابق للحرس الجمهوري اليمني. مجلس الأمن كان قد أدرج سابقًا علي عبد الله صالح واثنين من قادة الحوثيين، هما عبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم، على قائمة العقوبات الدولية.

القرار أيضًا جرم توريد السلاح للحوثيين ومن معهم، وطالب الحوثيين بإعادة السلاح للدولة، وترك المواقع التي احتلوها. وقد تسارعت وتيرة الانهيار الحوثي، من خلال تكاثر الألوية العسكرية التي انحازت للرئيس الشرعي هادي، ولـ«عاصفة الحزم»، وكذلك اللجان الشعبية في محافظات الضالع وشبوة ولحج.. والدائرة تتسع.

السقف الذي وضعه قرار مجلس الأمن هو المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وهو ما يشمل الحوثيين أنفسهم، فـ«عاصفة الحزم» قالت من البداية، إن هدفها هو عودة الشرعية، وفتح المسار للحوار الوطني لكل اليمنيين، ولم تقل إن الهدف محو الحوثيين من الوجود.

كالعادة، وقفت روسيا ضد مصالح العرب، والسعودية، لكن هذه المرة أخف قليلاً، حيث اكتفت - مشكورة - بالامتناع عن التصويت.

ما حكّ جلدَك مثلُ ظفرك، وأمن العرب يحميه العرب، والدرس أنك إذا ركزت قوتك، ونسقت جهدك، وجمعت أوراقك الصحيحة، تفرض إرادتك، أو جانبًا كبيرًا منها.

«عاصفة الحزم» باب جديد فتح للعرب، ومثال يمكن نسخه في قضايا أخرى، مع تعديلات تناسب كل حالة. لدينا ليبيا وسوريا.. أمثلة شاخصة لتولي العرب أمرها بنفس الحزم والعصف، فهي في نهاية الأمر قضايا عربية. الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في مقالة بصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، عن «عاصفة الحزم»، أكد أنه لو لم يوقَف الحوثيون، فإنهم سيصبحون نسخة من حزب الله توظفه إيران لترهيب شعوب المنطقة. كما أن تنظيم القاعدة ومشتقاته ستجد في اليمن أرضًا خصبة للنمو.

النجاح يجلب النجاح، وها هو الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يعلن توجيه الدعوة لرؤساء أركان جيوش الدول العربية لبحث تنفيذ قرار القمة العربية الخاص بتشكيل قوة عسكرية مشتركة.

هل حان وقت العرب أخيرًا؟

الشرق الأوسط

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com