ما بين الجريمتين!
ما بين الجريمتين!ما بين الجريمتين!

ما بين الجريمتين!

رد فعل المجتمع في عمومه تجاه جريمة قتل طالبة في الزقازيق على يد زميلها يختلف بشكل واضح عن رد فعل المجتمع نفسه تجاه جريمة قتل طالبة المنصورة على يد زميلها! فما السبب، وما الفرق، وأين الخلل على وجه التحديد؟
إن رد الفعل مختلف بين الحالتين بطريقة مزعجة، وهو مختلف إلى حد أنك تكاد تراهن على أن في البلد كثيرين لا يعرفون أصلًا ماذا جرى في الزقازيق.. هذا شيء حاصل بكل أسف أمامنا، ويمكنك رؤيته بالعين المجردة، وملاحظته بأدوات الملاحظة المباشرة!
وما يزيد من الأسى في الأمر أن جريمة المنصورة وقعت في واحدة من مدن الدقهلية البعيدة عن القاهرة، ولم تقع في العاصمة ليقال مثلًا إن وقوعها في قاهرة المعز هو الذى جعلها تملأ الدنيا وتشغل الناس.. فالمنصورة مدينة كبيرة بين مدن الأقاليم، شأنها بالضبط شأن الزقازيق في محافظة الشرقية.. ومع ذلك.. فالاختلاف بين صدى الجريمتين على مستوى الرأي العام نفسه لافت ومؤلم!
ويؤلم أكثر أن الجاني في الحالة الأولى طالب والمجنى عليها طالبة، وفى الحالة الثانية تكررت المسألة نفسها بالضبط، وهذا ما يدعو إلى الحيرة حقًّا!
ولا أحد يعرف إلى الآن ما إذا كان طالب الزقازيق قد ارتكب جريمته على سبيل تقليد طالب المنصورة! ولا أحد أيضًا يعرف ما إذا كانت حالات التعاطف على مواقع التواصل مع طالب المنصورة قد شجعت الطالب الثاني على ارتكاب جريمته! لا أحد يعرف بعد.. فهذا ما سوف يكشف عنه التحقيق في الجريمة!
أخشى ما يخشاه كل عاقل في مجتمعنا أن يكون اختلاف رد الفعل من المنصورة إلى الزقازيق راجعًا إلى حالة من حالات الاعتياد على الأشياء لدى الناس! تمامًا كما تعتاد العين على القبح فلا تنكره إذا وقع البصر عليه، ولا ترى فيه ما هو غريب، ولا ما هو شاذ عن الطبيعي، ولا ما هو خارج عن العادة، ولا يسعى أحد بالتالي إلى تغييره، ولو من باب الغيرة على قيمة الجمال كقيمة في حد ذاتها!
الاعتياد على الشيء السيئ يؤشر إلى شيء أسوأ في خريطة الشعور العام، وهذا ما لا بد من الاستنفار في مواجهته لأنه مؤشر على شيء خطر في مناعة المجتمع!

المصري اليوم

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com