الإمارات تستقبل الرئيس السوري
الإمارات تستقبل الرئيس السوريالإمارات تستقبل الرئيس السوري

الإمارات تستقبل الرئيس السوري

ردة فعل بعض الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية على استقبال دولة الإمارات يوم الجمعة الماضي للرئيس السوري بشار الأسد، يعيد علينا طرح السؤال التالي على المستوى الدولي هل حان الوقت لعودة سوريا إلى مكانها الطبيعي في النظام العربي والمجتمع الدولي؟

هناك البعض يتساءلون في تحليلاتهم وكلامهم السياسي بشأن تحرك دولة الإمارات دبلوماسياً، ويرون أنه اهتمام لا يزال مبكراً، مع أن حالة الانقطاع القائمة، المتضرر الوحيد منها هو الشعب السوري وليس أحداً غيره، مثل هؤلاء أظن أنه تغيب عنهم أشياء كثيرة حول ما يحدث للنظام الإقليمي العربي بالكامل، أهمها الفراغ السياسي والأمني الذي يدفع ثمنه العرب جميعاً في كل من العراق ولبنان واليمن وفي غيرها، من الحقوق العربية، كما يدفع ثمنه بطريقة غير مباشرة الاستقرار العالمي بسبب الفراغ الذي تستغله الجماعات الإرهابية.

تجربة الفراغ السياسي في العراق بعد سقوط النظام السياسي، وحالة المعاناة العربية من وقتها إلى اليوم يؤكد أن الاهتمام بالاستقرار السياسي لأي دولة هو جزء من اهتمام كل دولة عربية بأمنها الداخلي فخلل العراق لم يقتصر عليه فقط والأمر كذلك في اليمن وعليه ينبغي استيعاب الدروس وأخذ العبر حتى لا نساهم في تجارب أخرى عربية قد ندفع ثمنها نحن وليس غيرنا.

بنظرة شمولية ينطلق اهتمام دولة الإمارات بأي دولة عربية من فهم عميق ومن رؤية بعيدة المدى صحيحة بأن أمن العرب واستقرارهم مرتبط كل في بعضه، ولو وسعنا دائرة تفكيرنا السياسي فإن التحركات الدبلوماسية عربياً وغيرها لم تكن يوماً بعيدة عن تمسكها بحقوق مواطني تلك الدول فهذا الأمر راسخ في السياسة الخارجية الإماراتية، ولكن انهيار النظام كما يسعى البعض لا يؤدي إلا إلى الفوضى وإلى المزيد من عمليات القتل والدمار.

الحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي في المجتمعات الإنسانية العربية وغيرها أمر راسخ في الفكر السياسي الإماراتي وفلسفتها في بناء الدول والتنمية وتدرك أن قادة الدول ليسوا غافلين عن مطالبات شعوبهم وعما يحدث في العالم من تحركات داخلها قد تؤدي إلى نتائج كارثية، ولكن التحركات الدبلوماسية الإماراتية هي إحدى أدوات ومفاتيح لتغيير طريقة إدارة البعض للأزمات التي تواجهها وتلبية احتياجات الشعوب المشروعة.

عودة سوريا إلى الصف العربي بعد أكثر من عقد من حالة السيولة السياسية أمر مهم في استعادة النظام العربي المختل ومع أنه ليس كل شيء ولكن سيكون عاملاً إيجابياً في عودة الصف العربي الذي بات يواجه تحديات حقيقية من هامشه جواره الجغرافي، وليس في الأمر سراً بأن المساعي الإماراتية الحالية وقبلها كانت من أجل لملمة الصف العربي.

ليس بالإمكان لدولة الإمارات أن تتخلى عن مواقفها الداعمة لخدمة القضايا العربية منذ بدايات تأسيسها في السبعينيات فمواقفها معروفة ويدركها كل عاقل قد تتأخر نتائجها في الظهور نتيجة الفرق بين الرؤية الاستراتيجية وبين من تحركه عواطفه.

كما أن دولة الإمارات لا يمكن أن تتراجع عما أكدته بالحقائق والأرقام بأنها تقف بجانب الشعوب في الحياة بكرامة إنسانية ولكن دون فوضى وتهديد الاستقرار، فهذا من هو يتربص بالعالم العربي.

البيان

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com