بترول مصر الخاص!
بترول مصر الخاص!بترول مصر الخاص!

بترول مصر الخاص!

سليمان جودة

أشعر بالفرح كلما قرأت أن المهندس طارق الملا، وزير البترول، يعطي الشق الثانى في وزارته من الاهتمام، ما يعطيه للشق الأول الذس يتعلق بالنفط على وجه التحديد!.. وكان من دواعس هذا الفرح أن أطالع قبل أيام أنه حضر توقيع أربعة عقود للتنقيب عن الذهب في الصحراء الشرقية، وأن العقود حصلت عليها شركة كندية هي ثاني أكبر شركة عالميًا في مجال التنقيب عن هذا المعدن النفيس!.

ولا بد أن شركة لها هذا الترتيب بين مثيلاتها في العالم، لن تقرر المجيء إلينا إلا إذا كانت تعرف أنه مجيء مضمون العائد والمكاسب!.. ولا بد أيضًا أن هذا هو ما دفعها إلى توقيع أربعة عقود مرة واحدة، لا عقد واحد، ولا عقدين، ولا حتى ثلاثة!.

والشق الثاني الذي أقصده في وزارة البترول، هو الخاص بالثروة المعدنية.. وعلينا أن نلاحظ أننا نتحدث في مسمى الوزارة عن «ثروة» معدنية!.. وأنا أضع كلمة ثروة بين أقواس، لعلنا نلتفت إلى أن لدينا في باطن أرضنا ما يمكن جدًا أن يعوضنا عن شح النفط في الأرض نفسها!.

وفي هذه القضية.. قضية وضع قطاع الثروة المعدنية على خريطة الاهتمام العام.. من المهم أن ننتبه إلى ثلاثة أشياء.. أول الأشياء الثلاثة أن هذا القطاع ما كان ليصل إلى ما وصل إليه من اجتذاب ملحوظ للاستثمارات في الفترة الأخيرة، إلا إذا كان قد خضع مقدمًا لتطوير على مستويين: مستوى البشر العاملين فيه، ثم مستوى التشريع القانوني الذي يحكم عمله ويضعه على طريق العصر!.

والشيء الثاني أن تطويرًا من هذا النوع يحتاج إلى أن ينتقل من قطاع الثروة المعدنية إلى غيره من القطاعات في الدولة، لأنه لا إنجاز في أي قطاع ما لم يكن البشر العاملون فيه على صلة بالعصر وأدواته، وما لم تكن القوانين الحاكمة للحركة قادرة على استيعاب روح العصر ذاته!.

والشيء الثالث أنه من المهم أن نستفيد في عمل قطاع الثروة المعدنية من التجربة السعودية على الشاطئ الآخر من البحر الأحمر.. ففي المملكة تجربة مهمة في هذا المجال.. ورغم ما لدى الرياض من تصنيف عالمي متقدم جدًا في إنتاج النفط، فإن ذلك لم يجعلها تغض البصر عن مختلف المعادن في باطن أرض الجزيرة العربية، وإنما جعلها تبادر بإخضاع كامل أرضها للمسح الجيولوجي الشامل، بحثًا عن كل معدن يمكن أن يشكل إضافة إلى اقتصاد البلد!.

العقود الأربعة يجب أن تكون بداية للتنقيب عن بترولنا الخاص، وهو بترول إذا كان قد بدأ بالذهب، فمن الضروري أن يصل إلى ما بعد الذهب من ثروات المعادن!.

المصري اليوم

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com