لقاح السائح!
لقاح السائح!لقاح السائح!

لقاح السائح!

سليمان جودة

رغم علامات الاستفهام الكبرى حول ڤيروس كورونا، منذ لحظته الأولى في العام الماضي إلى اليوم، فإن اللقاح الخاص به قد صار أقرب إلى فرض العين منه إلى فرض الكفاية.. والمعنى أن حصول الآخرين عليه لا يعني إعفاءك منه.. أو هكذا تبدو الأمور حتى اللحظة!

وإذا كان ضرر الڤيروس أصاب القطاعات كلها، فقطاع السياحة بالذات كان في مقدمة القطاعات التي تضررت بشدة ولا تزال.. والله وحده أعلم بعدد العاملين في القطاع عندنا ممن سقطوا ضحية كورونا من أول يوم هاجم فيه العالم في كل مكان!

ولأن السياحة كانت إلى قبل الوباء بيوم تجلب الكثير إلى مجمل الدخل القومى، وكان دخلها يصل إلى ثلاثة أضعاف دخل قناة السويس، فالعمل على إنقاذها بأي طريقة واجب وطنى، كما أن استعادة نشاطها أمر لا بديل عن أن يكون هدفًا أمام صانع القرار!

وهذا لن يحدث إلا بإعطاء التطعيم أولوية ضمن الأولويات المتقدمة على سواها، لأن السائح لن يتوجه الى أي بلد في أجواء كورونا، إلا إذا عرف أن منح اللقاح فيه يجري سريعًا حسب برنامج عمل معلن على الناس.. وهذا ما سوف يكون علينا أن نلتفت إليه وأن نراعيه، لأن الهدف هو إنقاذ صناعة بكاملها يعمل فيها نحو تسعة ملايين مواطن في البلد!

أقول هذا وأنا أسمع أن حاكم مدينة نيويورك لجأ إلى شيء فريد لتحتفظ المدينة بنصيبها في كعكة السياحة العالمية، وليضمن أن السائح لن يتردد في الذهاب إلى هناك، وربما يفضل نيويورك على غيرها من مقاصد السياحة المتاحة أمامه!.. لقد قرر حاكم المدينة أن تكون جرعة من لقاح جونسون آند جونسون في انتظار كل سائح يتوجه إلى نيويورك، وربما يقرر في مرحلة لاحقة أن تكون الجرعة هدية منه للسائح الذي اختارها دون غيرها من مقاصد السياحة في داخل الولايات المتحدة وخارجها!

أما لماذا هذا اللقاح بالذات، فلأنه يؤخذ على جرعة واحدة، لا جرعتين شأن كل اللقاحات الأخرى، وهذه ميزة تجعله فوق كل لقاح آخر، فضلًا عن أنها ميزة ستنتقل منه لتميز نيويورك ذاتها بين المقاصد في خريطة السياحة التي يتحرك السياح على هداها!

عائد صناعة السياحة لدينا يستحق أن نعطي التطعيم أولويته الواجبة، لأن المقاصد السياحية حولنا تتنافس بكل ما في أيديها من أسلحة وأدوات!

المصري اليوم

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com