لقاح جامعة الدول!
لقاح جامعة الدول!لقاح جامعة الدول!

لقاح جامعة الدول!

سليمان جودة

أتصور أن جامعة الدول العربية قادرة على إطلاق مبادرة تأخذ بها اللقاح من الدول العربية القادرة لتعطى شقيقاتها غير القادرة!.. وأظن أن أمين عام الجامعة أحمد أبوالغيط يمكنه إنجاح هذه المبادرة، ويمكنه نقلها من مجرد فكرة نظرية إلى فعل حى من نوع ما نراه متحققًا فى مناطق حولنا على الخريطة!.

ولو قلت إنها متحققة على أفضل ما يكون فى الاتحاد الأوروبى من خلال المفوضية فى بروكسل، فسوف تكون المقارنة ظالمة فى الغالب لأن الظروف التى تعمل فيها رئاسة الاتحاد فى العاصمة البلجيكية تختلف بالتأكيد عن الظرف الذى تعمل فيه الأمانة العامة للجامعة فى ميدان التحرير!. المقارنة ظالمة على أكثر من مستوى لأن المقارنة فى كل حالاتها لا بد أن تكون بين برتقالة وبرتقالة.. لا بين برتقالة وتفاحة!.

ولكن هذا كله لا يمنعنا من أن نرفع سقف الأمل فى جامعتنا العربية إلى حده الأعلى، خصوصًا أننا احتفلنا قبل أيام بذكرى خروجها إلى النور فى مارس 1945!.

يستطيع السيد الأمين العام أن يمارس نوعًا من دبلوماسية اللقاح بين عواصم عربية قادرة على أن تشترى ما تشاء من جرعات اللقاح، وبين عواصم أخرى عربية أيضًا تجد نفسها نهبًا لموجات الڤيروس المتتابعة مرة، وتجد نفسها مرةً أخرى فى انتظار هدايا الجرعات، التى قد تجود بها هذه الدولة الأجنبية أو تلك!.

وإذا كانت منظمة الصحة العالمية قد أطلقت من مقرها فى جنيف مبادرة كوفاكس لتوزيع اللقاح بشكل عادل عالميًا، فالتجربة تقول إنها مبادرة تواجه مشاكل، وإن المنظمة العالمية اكتشفت بعد إطلاقها أن عينها بصيرة ولكن يدها قصيرة!.

ولا يمكن الرهان عربيًا على «كوفاكس» ولا على الهدايا التى نطالع أخبارها يومًا بعد يوم، ولكن يمكن الرهان على تضامنية عربية يستطيع «أبوالغيط» بعث الحياة فيها، ويستطيع نفخ الروح فى أوصالها، ويستطيع الوصول بها إلى ما يجدد الأمل لدى الناس فى منطقتنا العربية!.

لا يمكن أن تقف الغالبية من الدول العربية فى انتظار الفرج هكذا، بينما العالم فى أجزاء واسعة منه ينشط فى التطعيم طريقًا للعودة إلى حياته الطبيعية.. وعندها سوف يعاود الانفتاح على بعضه البعض، وسوف يغلق أبوابه أمام الذين لم يحصلوا على اللقاح.. وسوف لا يكون من اللائق، ولا حتى من الإنسانى، أن يجد العرب أنهم فى الغالبية منهم يقفون هذا الموقف!.

المصري اليوم

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com