كوشنر فـي هذيانه: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مجرد "خلاف عقاري"
كوشنر فـي هذيانه: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مجرد "خلاف عقاري"كوشنر فـي هذيانه: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مجرد "خلاف عقاري"

كوشنر فـي هذيانه: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مجرد "خلاف عقاري"

عاد إلى الأضواء..«الفتى المُعجزة» الذي منحَه والد زوجته, إذ غدا رئيساً بالصدفة لأقوى دولة إمبريالية.. منصب كبير المستشارين, مُسلِّماً إياه مشروعاً وحيداً لـِ"السلام» بعنوان «صفقة القرن», يُساعِده رهط من الهُواة الصبيان عديمي الخبرة السياسية والثقافية, بقيادة مُحامٍ عقاري (جرينبلات).. كان مُكلفا بإدارة عقارات ترمب.

أطلّ كوشنر عبر صحيفة «وول ستريت جورنال» بمقالة عنوانها «فرصة الشرق الأوسط » ليقول لنا: إن النزاع الفلسطيني/الإسرائيلي في طريقه إلى الأفول, بعد انهيار «الأسطورة القائلة»: بأنه «لا يُمكن حلّه الاّ بعد أن يَحل إسرائيل والفلسطينيون خلافاتهم.. هذا لم يكن صحيحاً أبداً»، حسم كبير المستشارين المسألة، جازماً في الوقت نفسه أنه مُجرّد «خلاف عقاري».. يَجب ألّا يمنع علاقات إسرائيل مع العالم العربي، وهو خلاف – أضاف – سيتم حلّه في النهاية عندما يتفِق الطرفان على خط حدود «عشوائي».

لا قُطبة مَخفية في خروج كوشنر عن صمته بعد انتهاء حقبة ترمب وغياب الأضواء عن «عمّه», الذي لم يُخف استياءه من كبير مستشاريه؛ الذي لم يقدم النصائح والدعم له, بعد ان بدأت سفينته بالجنوح عشية الانتخابات الرئاسية التي أَوصلت بايدن وفريقه الى البيت الأبيض, وسط عاصفة من الوعود والبيانات عن قطيعة مع سياسات ترمب الشعبوية وعودة أميركا إلى قيادة العالم, وانتهاج سياسات تنهض على الدبلوماسية النشطة وعدم الانخراط في مغامرات عسكرية، لِنتبيّن بعد «50 « يوماً انها مُجرد خدعة يجري تبرير التراجع عنها بأساليب ومقاربات متهافتة, خصوصا ملف الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي. حيث قالوا: إنه مُعقّد ويحتاج الى وقت. فيما بدأوا حوارهم الإستراتيجي مع العدو الصهيوني, ومنحوا الدفاع عن ارتكاباته وجرائمه أولوية في المحافل الدولية, وبخاصة إزاء قرار المحكمة الجنائية الدولية, التحقيق في جرائم الاحتلال بدءاً من العام2014.

عودة إلى هذيان كوشنر؟

«فرصة الشرق الأوسط» عنوان مقالته المُكرسة للترويج لإتفاقات ابراهام, زاعما أن مفاعيل «الزلزال الجيوسياسي» الذي أحدثته تلك الاتفاقات لا تزال قائمة, وليس صدفة تماهي كوشنر مع ما يسعى نتنياهو إلى إبرازه, في خضم الحملة الانتخابية للكنيست التي توشك على نهايتها؛ ما يعزز الاعتقاد بأن كوشنر نهض «كاتباً» لمساندة فاشية وعنصرية نتانياهو, الذي يراهن على نجاح تحالف اليمين الفاشي المتمثل في الصهيونية الدينية وأتباع كاهانا.

كما كان لافتاً أن كوشنر زفّ الينا بشرى اقتراب «ثلاث» دول عربية لمسيرة التطبيع, فيما واصل نتانياهو الحديث عن «أربع» دول عربية تُوشك على التطبيع مع كيانه.

من السابق لأوانه توقّع مفاعيل عملية لمقالة كوشنر البائسة, ولكن الكاشِفة عن «الثقة» التي يَكتب بها ويتحدّث عنها, في ترويجه لاستمرار مسيرة التطبيع وخصوصاً «أفول» الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, الذي تم اختزاله كخلاف عقاري. خصوصاً أن إدارة بايدن وفريقه المُولج «معالجة» الملف الفلسطيني/ الإسرائيلي لا يزال غائباً (عن قصد بالتأكيد) عن ما يجري في منطقتنا, إضافة إلى اعتبار رئيس الدبلوماسية الأميركية أنتوني بلينكن «أن المبادرات التي أدت إلى خطوات من قبل الدول لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل, كانت «جيدة جداً». ونريد أن نبني عليها.

الرأي

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com