فخ ثيوسيديدس.. هل باتت الحرب الأمريكية الصينية حتمية؟
فخ ثيوسيديدس.. هل باتت الحرب الأمريكية الصينية حتمية؟فخ ثيوسيديدس.. هل باتت الحرب الأمريكية الصينية حتمية؟

فخ ثيوسيديدس.. هل باتت الحرب الأمريكية الصينية حتمية؟

ليس صدفة «التوقيت» الذي اختاره الرجل الثاني (بعد الرئيس شي) في هرم القيادة الصينية «العسكرية» الجنرال شو كيليان, كذلك لم تكُن «زلّة لِسان» المُصطلحات غير القابلة للتأويل التي اختارها, بإعلانه: أن «بلاده بحاجة الى الإستعداد لمواجهة «فخّ ثيوسيديدس», بما هو مصطلح يشير الى «حتمية الحرب», ولكن في ظروف مُحدَّدة
وخاصة...عندما تحلّ قوة عالمية جديدة محل قوة مُهيمِنة موجودة».

أي أن الظروف «المُقبِلة» ستكون مُلائمة وربما «مِثالية», حال استندنا للهستيريا الاميركية مُنفلتة العقال الراهنة, إذ ظنّ سادة البيت الابيض/البنتاغون/المجمع الصناعي العسكري الى ان هيمنتهم بانتهاء الحرب الباردة, ان القرن الـ(21 (سيكون قرناً اميركياً بامتياز، فاذا الامور وفي اقل من عقد ونيّف..بعد انهيار الاتحاد السوفياتي, تعود الى سابق عهدها بل أسوأ بكثير (من وجهة النظر الاميركية). اذ بات عليهم مُواجهة روسيا مُجدداً, اضافة للقوة الصاعدة على نحو غير مسبوق, وهي الصين التي دأبت القول ولسنوات قليلة سابقة: انها دولة?من دول «العالم الثالث» وأن صعودها سيكون سلميا وبعيدا عن العسكرة والهيمنة, بل وِفق نظرية «رابح/رابح» دونما أطماع استعمارية أو رغبة بالمنافسة (عسكرية الطابع) مع قوى عظمى وخصوصا الولايات المتحدة.

النزوع الصيني «السلمي» هذا، لم يُقنع اصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن, إن في الكابتول هيل ام البنتاغون ما بالك خصوصا البيت الابيض, حيث الرئيس الذي وصل البيت الابيض بقرار من المحكمة العليا وبفارق صوت واحد من
قضاتها التسعة, ونقصد بوش الابن الذي قاد حملة صليبية جديدة بعد أحداث 11ايلول 2001 استهدفت افغانستان, ما لبثت ان تحوّل «دمية» في يد رهط المحافظين الذي جاء بهم (او هم جاؤوا به) من تشيني الى رامسفيلد وجنرالات البنتاغون, الى غزو استعماري «مُبرمّج» للعراق تكريسا لمبدأ بناء الدول والحروب الإستباقيّة ونشر الديمقر?طية والقيم «الاميركية».

لغايات الهيمَنة والتفرّد بقيادة العالم ومنع بروز قوة مُنافسة, تضخّمت الموازنة العسكرية الاميركية لتصل عام 2020 الى «738 «مليار دولار اي 3ر40 %من مجمل الإنفاق العسكري لدول العالم, تلتها الصين حيث وصلت موازنتها الى 3ر193 مليار دولار, اي ما نِسبته 6ر10 %من إجمالي نفقات العالم العسكرية.

وبصرف النظر عن الفارق الضخم بين إنفاق البلدين عسكرياً, إلاّ ان واشنطن تضجّ بالشكوى من الارتفاع المتصاعد لإنفاق الصين العسكري, على نحو طلب فيه الجيش الاميركي «الأسبوع الفائت» مبلغا إضافيا قدره 27 مليار دولار بين عامي 2022-2027 لاحتواء الصين, اضافة الى 6ر4 مليار دولار يحتاجها هذا العام لتغطية النفقات «الإضافية».

في الخلاصة: هستيريا النفقات العسكرية المترافقة مع سعي حثيث لبناء شراكات عسكرية في المحيط الهادىء, المُتوتِر/المُتدحرج بين واشنطن وبيجين في ملفات تايوان وهونج كونج وبحر الصين الجنوبي والويغور والتبت, اضافة لمساعي واشنطن لاستمالة الهند كمُنافس/عدو للصين، تزيد من احتمالات اندلاع حرب أُخرى «غير تجارية», وهذا هو الفخ الذي قصده الجنرال الصيني, بـ«تأكيده» تفوّق الصين على الولايات المتحدة كـ«قوة اقتصادية», حيث يزيد ناتجها المحلي الإجمالي عن 70% من منافِستها.. الأميركية.

الرأي

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com