النفخ فى الوباء!
النفخ فى الوباء!النفخ فى الوباء!

النفخ فى الوباء!

سليمان جودة

ذكر الدكتور أحمد عكاشة في كتاب سيرته الذاتية الذي صدر أول هذه السنة، أن مليون إنسان ينتحرون على مستوى العالم سنويًا، وأن انتحار سبعين في المائة منهم يتم بسبب الاكتئاب، وأن ذلك يعنى أن شخصين ينتحران كل دقيقة تقريبًا!.. ليس هذا وحسب.. ولكن المعنى أيضًا أن ضحايا الانتحار، وفى القلب منهم ضحايا الاكتئاب، يفوقون عدد ضحايا الحروب والأوبئة والمجاعات!.
وأرقام الدكتور عكاشة صحيحة، لأنه يتكلم في تخصصه الدقيق، ولأنه أدرى الناس بتفاصيل هذا التخصص، ولأنه كان رئيسًا للجمعية العالمية للطب النفسى لسنوات، وهو قادر بالتالى على رصد المعلومات التي لا تقبل التشكيك فيما يتحدث فيه!.

ومن لندن تلقيت رسالة من الأستاذ سمير تكلا يذكر فيها عدد الذين يفقدون حياتهم سنويًا، بسبب حوادث الطرق، والكحوليات، وتلوث المياه، والتدخين، والسرطان، والإيدز، وأمراض الأطفال.. كل بند على حدة.. مع مقارنة سريعة بين الذين ماتوا في كل حالة من هذه الحالات على انفراد، وبين الذين ماتوا بسبب كورونا، خلال الفترة نفسها.. وكانت النتيجة المدهشة أن ضحايا كورونا حتى هذه اللحظة هُم الأقل!!.

لا أحد يناقش في وجود ڤيروس اسمه كورونا، ولا أحد يجادل في أنه تحول في مرحلة من مراحل تطوره إلى وباء باعتراف منظمة الصحة العالمية ذاتها، ولا أحد يفاصل في أنه حصد أعدادًا من الضحايا ولا يزال يحصد، منذ أعلنت الصين عن ظهوره للمرة الأولى على أرضها في ٣١ ديسمبر الماضى!.

لا أحد يفعل هذا.. ولكن السؤال الذي علينا أن نطرحه هو كالتالى: لماذا لا يحظى أي مرض من الأمراض التي تحصد من الضحايا ما يفوق ضحايا كورونا، بنصف ولا حتى بربع الدعاية الإعلامية التي تحيط به منذ اللحظة الأولى؟!.

إن السبب وراء الصخب الإعلامى العالمى غير المسبوق، الذي يرافق كورونا منذ أن ظهر وانتشر هو عدد الضحايا!.. أو هكذا نرى ونسمع.. فإذا كان هناك من الأمراض ما يؤدى إلى سقوط ضحايا أكثر، كما في حالة الاكتئاب والمنتحرين بسببه على سبيل المثال.. فأين هو الإعلام الذي يتحدث عن المليون منتحر؟!.. وأين هي المانشيتات والعناوين العريضة على الشاشات والصفحات، التي ترصد سقوط مليون إنسان انتحارًا كلما دارت السنة دورتها؟!.

أي عقل سليم لا يمكن أن يسلم ببراءة ما يجرى أمام أعيننا.. لا يمكن.. وأى منطق متماسك لا يمكن إلا أن يرى «شىء ما» يكمن وراء ما يحدث أمامنا على امتداد العالم.. «شىء ما» يسعى إلى تخريب اقتصادات محددة في العالم لغرض معين.. «شىء ما» سوف نعرفه ذات يوم بالضرورة!.. «شىء ما» ليس بريئًا بالمرة!.

المصري اليوم

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com