الحرس الثوري يلتحف كورونا للتخريب في العراق
الحرس الثوري يلتحف كورونا للتخريب في العراقالحرس الثوري يلتحف كورونا للتخريب في العراق

الحرس الثوري يلتحف كورونا للتخريب في العراق

بربكم ما العقل -إن كان موجوداً- الذي أصدر الأمر من إيران إلى ميليشيات «حزب الله» العراقي، لتنفيذ الهجوم الصاروخي ليل الأربعاء الماضي، بعشرة صواريخ كاتيوشا، على معسكر «التاجي» شمال بغداد، وقتل جنوداً من أميركا وبريطانيا؟!

إيران منكوبة حرفياً بمصيبة «كورونا»، الذي وصل إلى نخبة النظام الحاكم، وهي تحت المحاسبة الشعبية والحصار الدولي، ليس بسبب ضغط أميركا بل بسبب ضغط «كورونا» الذي أثار الفزع بين بني البشر لدرجة غير مسبوقة.

ومع ذلك وجد بعض عتاة «الحرس الثوري» الوقت للتخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم على المعسكر الدولي شمال بغداد. من المؤكد أن مَن أمر بذلك يراهن على انشغال العالم، والولايات المتحدة تحديداً، بالتعامل مع أزمة «كورونا» المصيبة.

تفكير فيه جانب كبير من «الرثاثة» والاستسهال والتحليل الطفولي، على كل حال الرد جاء واضحاً، فقد شنّت طائرات مجهولة غارات على قواعد تابعة لـ«الحشد الشعبي» وفصائل إيرانية في مدينة البوكمال السورية على الحدود العراقية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، معتبراً أنها جاءت رداً على قصف «التاجي».

كما أن توعُّد الجيش الأميركي وتعهد الإدارة السياسية الأميركية بالردّ، وتحديد المسؤول مباشرةً، وهو السلطات الإيرانية، لم يتأخر.

فقد اعتبر الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي، أمس (الخميس)، أن كتائب «حزب الله» في العراق هي التنظيم الوحيد المسلّح القادر على شن هجوم على قاعدة «التاجي». كما أوضح أنه «منذ مايو (أيار) 2019 صعّد الوكلاء الإيرانيون والميليشيات في العراق الهجمات على المصالح الأميركية ونفّذوا العشرات من رحلات الاستطلاع بطائرات مسيّرة بالقرب من قواعد أميركية وعراقية».

محاسبة مرتكبي الهجوم الدامي على القاعدة العراقية كان هو مضمون التعهد المشترك أيضاً بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ونظيره البريطاني دومينيك راب، في مكالمة هاتفية.

هذه الواقعة تفتح ليس على ثبات السياسة الأميركية في ردع النظام الإيراني، أو تشير إلى ما هو معروف من السلوك الإجرامي للنظام الإيراني، والمتهوّر سياسياً، فهذا لا جديد فيه، بل تفتح، بنظري، على اليقظة لأهمية هذه الوقائع والتركيز عليها إعلامياً، حتى لا يتسلل عشاق الظلام والعمل في الكواليس لتمرير أعمالهم الخطيرة، في غمرة الانغماس الإعلامي العربي في ضجيج ودخان وعزل وانعزال وقلق «كورونا» الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.

«كورونا» مصيبة لكن ستجد حلّها قريباً، مع بعض الألم الذي سيصيب العالم قبل ذلك، غير أن «كورونا» العبث والخراب الاجتماعي والسياسي الذي تقترفه إيران ومن معها، هو الوباء المقيم الذي يحتاج إلى مواجهة شاملة وعزل صحي سياسي صارم.

الشرق الأوسط

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com