فأل مبارك الحسن!
فأل مبارك الحسن!فأل مبارك الحسن!

فأل مبارك الحسن!

سليمان جودة

أصحاب العاطفة وجدوا في رحيل مبارك يوم أول رجب، إشارة إلى نوع من الرضا من جانب السماء عن الرجل، في مواجهة نوع من الظلم لحق به في السنوات التسع الأخيرة من حياته!

والذين تابعوا هطول المطر في ليلة الرحيل، وجدوا في ذلك إشارة أخرى يمكن تحميلها في تقديرهم بالكثير من المعانى ووجهات النظر.. وأيضاً في ذات الاتجاه!

وفى الحالتين كان الوجدان غالباً على العقل، وكان الانحياز الإنسانى إلى الرئيس الراحل طاغياً على كل ما عداه، وكانت الرغبة في رد بعض اعتباره إليه حاضرة، وقوية، وجاهزة، وكانت الأجواء الضاغطة عليه منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ إلى اليوم، مبرراً كافياً للهرب إلى البحث عن شىء يريح محبيه.. ويستوى أن يعثروا على هذا الشىء في حبات المطر أو في اعتبارات رضا السماء!

ولكن المنطق في المقابل كان من الممكن أن يجد في يوم الرحيل أشياء مختلفة.. أشياء يمكن أن تكون معقولة ومقبولة، أشياء تعفينا من التفتيش عن المعانى الغامضة في تجليات الغيب وتقلبات الطبيعة.. أشياء من نوع أن الرجل غادر في يوم ٢٥ من الشهر.. أشياء من نوع أن هذا اليوم على وجه التحديد في شهر محدد من شهور السنة، كان يوماً لم يكن ينساه هو، ولا يجوز أن ننساه نحن بالضرورة!

ففى ٢٥ أبريل ١٩٨٥ رفع مبارك علم مصر على آخر بقعة من سيناء العائدة.. صحيح أن طابا بقيت بعدها مع إسرائيل إلى أن عادت هي الأخرى، بمعركة دبلوماسية وقانونية دولية دامت سبع سنوات.. ولكن هذه قضية أخرى ممتلئة بالتفاصيل!

يوم ٢٥ أبريل من ذلك العام البعيد، كان مبارك قد أمضى في السلطة نصف عام بالكاد، ولكنه كان على موعد مع يوم عاش السادات ينتظره طويلاً، وكان يتمنى لو يحضره لتكتمل عودة سيناء على يديه، لولا أن الأقدار كانت قد رسمت له ملامح طريق آخر!

كان يوم ٢٥ أبريل يمثل أهمية لدى السادات لا تعادلها أهمية أخرى، والذين جلسوا معه في تلك الأيام ثم نقلوا عنه، قالوا إنه كان يتعهد صراحةً بالإفراج عن جميع الذين اعتقلهم في سبتمبر ١٩٨١، بمجرد عودته من رفع العلم فوق سيناء مساء الخامس والعشرين من أبريل!

كان يوماً بالنسبة للرجلين ليس ككل الأيام، ولو كان السادات قد عاش ليراه ما كان سيتمنى شيئاً بعده ولا فوقه، ولكن مبارك هو الذي رآه، وهو الذي رفع فيه العلم على كامل سيناء، وهو الذي عاش بعده يذكر أنه أحب أيام الشهر إليه.. وقد شاء الله أن يغادر الدنيا فيه، وكان ذلك نوعاً من الفأل الحسن!.

المصري اليوم

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com