إنسان في برج خليفة!
إنسان في برج خليفة!إنسان في برج خليفة!

إنسان في برج خليفة!

سليمان جودة

الأخبار المنشورة صباح أمس أظهرت برج خليفة على لون مختلف عن اللون الذى يظهر به فى العادة، وكان السبب أن إمارة دبى قررت التعاطف، ليس فقط مع مدينة ووهان الصينية، التى ظهر فيها فيروس كورونا أول ما ظهر، ولكن مع الشعب الصينى كله، فأخذ البرج لون العَلَم الصينى، وانتشرت صورته فى العالم على هذا النحو، وقد لفت الأنظار فى كل مكان!

ونشر المكتب الإعلامى لحكومة دبى، على موقعه على «تويتر»، مقطعا من فيديو يظهر فيه البرج باللون الجديد شديد الاحمرار، فبدا للوهلة الأولى وكأنه برج صينى شاهق الارتفاع، وليس برجًا إماراتيًّا يحمل اسم رئيس الدولة هناك، وهو البرج الأشهر فى المنطقة تقريبًا!.

وكانت هذه اللفتة من جانب حكومة دبى لفتة ممتازة وفى وقتها تماما، ربما لأنها جاءت فى وقت كانت فيه حكومة الصين فى العاصمة بكين تقاتل فى سبيل مقاومة وباء، كلفها- ولايزال يكلفها- الكثير على المستوى البشرى والاقتصادى معًا!

ولم تكن هذه هى اللفتة الوحيدة على مستوى دولة الإمارات، فعند بدء ظهور الفيروس وانتشاره، قال الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى، إن بلاده على استعداد تام لتقديم كل مساعدة ممكنة للحكومة الصينية فى طريق تطويق كورونا والحد من خطورته!.

وكانت هذه لفتة إنسانية أخرى.. وأنا أسميها لفتة إنسانية قبل أن تكون إماراتية، لأن للإمارات بالذات مبادرات ذات شأن فى هذا الاتجاه الإنسانى المجرد.. ففيها وزارة فريدة للتسامح تعمل على جعل التسامح قيمة راسخة بين الناس.. وفيها وزارة فريدة أخرى للسعادة، تسعى إلى أن تكون للسعادة مساحة فى حياة كل إنسان بالعموم، لا فى حياة الإنسان الإماراتى فى حدوده أو على مستواه!.

بالطبع هناك سؤال معلق فى الأفق دون جواب، عن علاقة ظهور هذا الفيروس فى الصين على وجه التحديد، بالحرب التجارية الدائرة بينها منذ فترة وبين الولايات المتحدة الأمريكية.. هذا سؤال مشروع ويبحث عن إجابة.. وإذا لم نعرف إجابته اليوم فسنعرفها غدًا.. ولكن القصة فى هذه اللحظة أن هذا وباء لا يفرق بين الدول، ولا بين العواصم، ولا بين ضحاياه!.

ولأنه كذلك فهو فى حاجة إلى المنطق الإماراتى فى التعامل معه وفى مقاومته.. أقصد المنطق الإنسانى الذى يضع فى حسابه أن كورونا يهاجم الإنسان دون أن يسأل عن جنسيته، ودون أن يتعرف على لونه، ودون أن يتطلع إلى وجهه بين باقى الوجوه!

كورونا فرصة سانحة للإعلاء من قيمة الإنسان كإنسان!.

المصري اليوم

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com