البحث عن السادات!
البحث عن السادات!البحث عن السادات!

البحث عن السادات!

سليمان جودة

القصة التى جرت يومًا بين جحا والسلطان تبدو صالحة فى زاوية من زواياها لفهم جانب من صفقة القرن، التى أعلن الرئيس الأمريكى تفاصيلها قبل أربعة أيام!.

فما حدث أن جحا تعهد أمام السلطان بأن يجعل الحمار يقرأ ويكتب خلال عشر سنوات، فلما جاء رجل يسأله: كيف يا جحا ستفعل هذا؟!.. رد فى بساطة بأن السنوات العشر لن تمر إلا ويكون السلطان قد مات، أو يكون الحمار نفسه قد نفق ومات.. وعندها ستنتهى القصة كلها!.

وهذا تقريبًا ما سوف تكتشفه عندما تقرأ تفصيلتين من تفاصيل هذه الصفقة الملعونة، التى لا حديث للناس هذه الأيام إلا عنها، وعن أبعادها وتداعياتها على المنطقة كلها!.. فمن بين تفاصيلها.. مثلًا.. أن بنودها قابلة للتعديل من خلال مفاوضات مباشرة بين طرفيها الفلسطينى والإسرائيلى!

والكلام عن مفاوضات مباشرة فى هذا السياق معناه الحديث عن مدى زمنى مفتوح بلا سقف وبلا نهاية، ويمكن لحديث الطرفين خلاله أن يمتد بلا حدود، وعلى طول الطريق سيكون على ترامب أن يغادر البيت الأبيض فى نوفمبر المقبل، أو فى نوفمبر 2024 على أقصى تقدير، وفى الحالتين سوف يأتى رئيس أمريكى جديد يبدأ القصة من أولها!.

هذه تفصيلة تستدعى حكاية جحا والسلطان إلى الذهن على الفور، وتجعل من جحا وكأن الله قد أحياه وعاد ليعيش بيننا من جديد!.

وهناك تفصيلة أخرى أقوى فى تعبيرها عن المعنى، وهى التى تقول إن الرئيس الأمريكى يمهل الجانب الفلسطينى 4 سنوات للرد على الصفقة!.

ومرور أربع سنوات من تاريخ الإعلان عنها فى 28 يناير 2020 معناه أن نكون فى 28 يناير 2024، وفى ذلك التاريخ سوف نجد أنفسنا أمام شىء من شيئين: إما أن يكون ترامب قد غادر فى نوفمبر من هذا العام، إذا سقط فى الانتخابات التى ستجرى نهاية هذه السنة، وعندئذ سيكون هو وصفقته فى ذمة التاريخ، وإما أن يكون قد نجح وقضى أغلب فترته الرئاسية الثانية، ثم يكون قد انشغل بجمع أوراقه استعدادًا للرحيل بعد شهور معدودة وقتها على أصابع اليدين!.

وفى الحالتين أيضًا.. نوفمبر القادم أو نوفمبر 2024.. سنجد أنفسنا أمام قصة جحا مع السلطان، وهى تتكرر أمام أعيننا بمعناها الذى لا يفارقها!

فما العمل؟!.. العمل يقع علينا نحن، عربًا وفلسطينيين، ولا يقع على أى طرف آخر.. والقضية تبحث فى مجملها عن رجل بيننا يتمتع بشجاعة وبطولة أنور السادات، الذى واجه اليهود فى الكنيست وفى غير الكنيست، كما لم يواجههم أحد!.

المصري اليوم

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com