الإمارات الإنسانية
الإمارات الإنسانيةالإمارات الإنسانية

الإمارات الإنسانية

محمد خلفان الصوافي

تعد مبادرة القضاء على الفقر، التي أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن انضمام دولة الإمارات إليها، من خلال حسابه في «تويتر».

والتي جاءت بمناسبة مشاركة الدولة في فعاليات «منتدى دافوس» بسويسرا، الأسبوع الماضي، إحدى المبادرات الإنسانية النبيلة التي تساهم بها الدولة .

ضمن مشاركة دول العالم في مكافحة مشكلة تؤلم العديد من البشر في العالم وتتسبب في الكثير من المشاكل والأزمات المعقدة.

ولعل أهمية المشاركة الإماراتية في هذه المبادرة لا تقتصر على أنها تؤكد الطابع الحضاري والإنساني لها التي تتمثل في أنها الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية في العالم من أجل تخفيف معاناة الفئات المحتاجة من مختلف دول العالم.

وإنما بالنظر إلى أن هذه المبادرة هي بمثابة عملية تشخيص لمشكلة تعتبر عند دارسي العلاقات الاجتماعية أنها السبب الرئيسي للعديد من المشاكل والأزمات في العالم. فغير أنها مدخل لاستغلال الطبقة الفقيرة في المجتمعات باعتبارهم «أدوات» لعمليات إرهابية ووقودها من خلال تجنيدهم في عمليات التطرف.

فإنها سبب مهم للحد من قضايا الهجرة «ورحلات الموت» في سبيل البحث عن العيش الكريم.

وهي رحلات أصبحت «تجارة رابحة» لمافيات متخصصة وعامل تهديد لكثير من المجتمعات المستقرة خاصة أوروبا، لهذا فإن مشاركة الإمارات لا تخرج عن إحساس بمسؤوليتها في إيجاد حل لمشكلة يمكن اعتبارها «أم المشكلات».

وإذا نظرنا إلى الجانب الدبلوماسي وتعزيز صورتها أمام الرأي العام العالمي، فإن هذه خطوة تعادل ألف خطوة في مجال تعزيز مصداقيتها الدولية في مجال المساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار العالميين.

حيث ستكون الإمارات (إمارة دبي تحديداً) واحدة من عشر مدن عالمية تستضيف حفل «غلوبال غول لايف»، وهو ما يعتبر أكبر حدث إنساني للقضاء على الفقر يوم 26 سبتمبر القادم.

فبجانب أن هذه المبادرة: تعطي أملاً لكثير من الشباب في الدول التي تنتشر فيها المجاعات خاصة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لأنها ستصحبها برامج وخطط عمل للحد من انتشار هذه القضية أو الأزمة وبالتالي ستقلل من تبعاتها ونتائجها المتمثلة في الفوضى الأمنية والعمليات الإرهابية.

فإنها أيضاً، تتوج نشاط دولة الإمارات الإنساني والمعروف ضمن «دبلوماسية اليد البيضاء» أو اليد الممدودة القائمة على تقديم المساعدات في مواجهة الحاجة والعوز، حاثة بذلك ومحفزة باقي الدول على السير بنهجها ومقدمة نفسها كمثال يحتذى به في الإحساس بالمسؤولية الإنسانية.

حيث أصبحت لديها فلسفتها المختلفة تماماً عن باقي الدول التي تقدم المساعدات، حيث إنها لا تميز بين الناس لسبب ديني أو عرقي ولا تهدف من ورائها إلى شيء سوى الكرامة الإنسانية، وهذا كان له نتيجة أن المساعدات الإماراتية تحظى بقدر كبير من التقدير والإعجاب والإشادة من المجتمع الدولي ومنظماته المختلفة.

معروف عن دولة الإمارات أنها رمز إقليمي و(أيقونة) عالمية في مجال إعلاء كرامة الإنسان من خلال توفير العيش الكريم له، فهي أمنية وحلم للباحثين عن العيش في الرخاء والسعادة والكرامة الإنسانية، منذ قيامها.

حيث ركزت القيادة السياسية لها على أن يكون الإنسان هو محور كل العملية التنموية، وبالتالي فإن قصص النجاح التي تحققها المجتمعات تكون متركزة على الإنسان.

التاريخ يشهد أن نهج القيادة الإماراتية اتسم برؤية بعيدة المدى بأن الحفاظ على كرامة الإنسان عامل مهم في تحقيق التنمية الشاملة وفي الحفاظ على استقرار المجتمعات من الفوضى والاحتجاجات، التي تنتشر اليوم في عدد من دول العالم، وفي تقليل المشكلات التي باتت تعاني منها عدد من دول العالم، بغض النظر عن مكانها الجغرافي، وهي اليوم تقدم نفسها كنموذج لتلك السياسة.

حيث يحسب للقيادة أنها قدمت رؤية مغايرة في مسار تخفيف آثار الأزمات التي تشهدها مناطق العالم المختلفة، تستند إلى فلسفة أخلاقية في الأساس، تجد روافدها في الموروث الثقافي والمجتمعي لشعب الإمارات، الذي يؤمن بالتضامن والتكافل في مساعدة الآخر، رسخها مؤسس دولة الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

البيان

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com