«هنية» في مسقط!
«هنية» في مسقط!«هنية» في مسقط!

«هنية» في مسقط!

سليمان جودة

لا بد أن اعتبارات اللياقة الدبلوماسية وحدها هى التى منعت سلطان عُمان الجديد، هيثم بن طارق آل سعيد، من مصارحة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، بأن ذهابه لأداء واجب العزاء فى السلطان قابوس أمر مشكور بالتأكيد، غير أن استغلاله للإضرار بالقضية مؤكد!.

إن ذهاب الرجل لا غبار عليه فى حد ذاته طبعًا، ومجاملته لسلطنة عُمان فى رحيل رجل حكيم مثل «قابوس» لا يمكن الإقلال من شأنها كمجاملة فى حدودها.. ولكن ليست هذه هى المشكلة!.

لماذا؟!.. لأن «هنية» وصل إلى العاصمة العمانية مسقط فى الوقت نفسه الذى وصل فيه الرئيس الفلسطينى محمود عباس لأداء واجب العزاء نفسه!.. وهو الأمر الذى أثار لغطًا واسعًا حول ازدواجية التمثيل السياسى لبلد واحد اسمه فلسطين.. وتساءل كثيرون عن حق: أى الرجلين يمثل الفلسطينيين، وأيهما جاء معزيًا باسم كل فلسطينى، بصرف النظر عن المكان الذى يعيش فيه هذا الفلسطينى؟!.

فلم يحدث من قبل أن ذهب وفدان رسميان منفصلان، ينتميان إلى بلد واحد، ويعملان من أجل قضية واحدة، لأداء واجب عزاء رسمى فى المناسبة ذاتها.. لم يحدث.. وحين حدث على المستوى الفلسطينى، فإنه قد صب المزيد من الزيت على النار بين الضفة الغربية، حيث يتواجد «عباس» ويقيم ويمارس مهامه، وبين قطاع غزة على حدودنا الشرقية، حيث تتواجد حماس وتقيم وتمارس مهامها فى القطاع!.

وفى كل مرة يدور فيها حديث عن الانقسام الحاصل بين الضفة والقطاع كان هناك ما يشبه الإجماع لدى المخلصين لقضية الوطن الفلسطينى على أن السبيل إلى إقامة هذا الوطن إنما يبدأ من عند إنهاء هذا الانقسام بأى طريقة، وليس فى وجوده على الإطلاق!.. فبقاؤه هو إبقاء للقضية مُعلَّقة دون حل إلى ما شاء الله.. وإنهاؤه هو نقطة البدء إلى أن يكون الكلام عن فلسطين بلسان واحد، ولغة واحدة، ومنطق واحد!.

أما أن تكون هناك حكومة فى غزة، تنازع الحكومة فى الضفة وتتنافس معها، وتزايد عليها فى الكثير من الأحيان وتقول ما لا تقوله فى الغالب، فليس هذا مما يخدم القضية فى شىء، بل إنه يجعل من إسرائيل المستفيد الوحيد على طول الخط!.

والذين تابعوا التليفزيون الفلسطينى بعد عزاء «هنية» لاحظوا أنه قد راح يهاجمه بقوة، وأنه قد أذاع له صورة يبدو فيها منحنيًا وهو يُقبّل يد «القرضاوى»!!.. وهى صورة لا أظن أنها تمثل مفاجأة بالنسبة لكثيرين ممن يعرفون حقيقة علاقة حماس بالإخوان!.

والذين يتابعون أحوال المنطقة من حولنا لابد أنهم تطلعوا إلى رئيس حركة حماس وهو يزاحم «عباس» فى مسقط، ولسان حالهم يقول إن هذه أعدل قضية بأسوأ محامين!.

المصري اليوم

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com