نانسي ومكايدة ترامب
نانسي ومكايدة ترامبنانسي ومكايدة ترامب

نانسي ومكايدة ترامب

محمد خلفان الصوافي

يبدو أن إجراءات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تقودها زعيمة الحزب الديمقراطي نانسي بيلوسي ستكون بمثابة انتخابات مبكرة لاختيار الرئيس الأمريكي القادم، على اعتبار أنه حال نجح الديمقراطيون في عزل ترامب فإن الأمر يعني أن الحزب الجمهوري من شأنه يكون خارج لعبة الانتخابات القادمة.

وهذا ما تسعى إليه بيلوسي تحديداً، وبالتالي يمكن القول بأن ساكن البيت الأبيض القادم سيكون من الحزب الديمقراطي، أما في حالة فشلت عملية العزل وهو المتوقع فإن حظوظ ترامب نفسه قبل الحزب ستتصاعد وفرص نجاحه بالفوز بالدورة الثانية من الحكم ستزيد لأسباب موضوعية.

أثار خبر نية الديمقراطيين في عزل الرئيس الأمريكي الكثير من الجدل في الداخل الأمريكي وخارجها وما زالت وستستمر لحين التصويت عليها في يناير القادم في مجلس الشيوخ للتصويت بشأن محاكمة وليس عزل الرئيس.

وإذا كان الديمقراطيون قد استطاعوا في مجلس النواب الذي يمثلون الأغلبية فيه من الحصول على الأصوات المطلوبة لتمرير لائحة الاتهام من الكونجرس والتي جاءت في: استغلال الرئيس للسلطة من خلال مطالبة أوكرانيا بالتحقيق مع بايدن الذي يسعى لمنافسته على الرئاسة، وفي عرقلة الرئيس للعمل في التحقيق في هذه التهمة.

كل ذلك حتى الآن لا يعني أن إجراءات العزل بدأت بل يتوقع من أعضاء مجلس الشيوخ «السيناتور» الذي يسيطر عليه الجمهوريين بـ(53 عضواً من أصل 100) لن يقبلوا على التصويت على محاكمة الرئيس تمهيداً لعزله ليس لأن المسألة فيها إساءة للحزب الجمهوري ولعضو سيناتور نفسه الذي يحتاج إلى أصوات الجمهوريين لاحقاً.

ولكن لو افترضنا أن (الـ47 عضواً من الديمقراطيين صوتوا جميعاً) فإنه مطلوب تصويت أيضاً (20 عضواً جمهورياً) كي يكون الأمر نافذاً لأنه يحتاج لأغلبية الثلثين وهذا ما لن يحدث من حيث المنطق حتى لو افترضنا أن هناك من الجمهوريين الذين يخالفون سياسات ترامب.

بصورة عامة قد يكون للديمقراطيين أسبابهم الوجيهة والموضوعية من حالة الغضب نتيجة استغلال الرئيس ترامب للسلطة، وقد يكون للديمقراطيين الحق أيضاً، في الاستفادة من الثغرات الدستورية التي يفعلها ترامب، ولكن يسجل للرئيس ترامب في الداخل الأمريكي أنه استطاع تقليل حجم البطالة .

ومن زيادة الدخل الأمريكي للمواطن الأمريكي، أما على المستوى الخارجي فإنه يحظى بقبول من العديد من الدول خاصة العربية بسبب مواقفه التي اتسمت بالجرأة خاصة ضد الدول المتمردة على النظام الدولي مثل إيران التي تتمنى عودة الديمقراطيين للسلطة.

إلا أنه يبدو أبعاد محاسبة الرئيس ترامب وعزله هي أبعاد سياسية أكثر مما لها علاقة بالجوانب القانونية أو دستورية وربما هذا ما جعل الديمقراطيين يترددون لفترة زمنية في التصويت على قرار العزل ويعيشون ارتباكاً حتى الآن، وهذا ما يجعل موقف ترامب يبدو أنه أكثر قوة عندما يحين موعد التصويت في مجلس الشيوخ.

الفكرة كما تبدو من حماسة رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، الشخصية المثيرة للجدل ضد الرئيس ترامب ليس إلا مسألة «مكايدة سياسية» مبالغ فيها ليس فقط من أجل انتقام شخصي منه، وقد وضحت ذلك من ردة فعلها عندما استفزها صحفي أمريكي في سؤاله لها عندما قال لها أنت تخافين من الرئيس ترامب فانزعجت من السؤال وردت بطريقة يبدو عليها الغضب.

وعليه فإن المساءلة ربما تأتي بنتائج عكسية على الديمقراطيين وتؤثر سلباً على موقفهم في الانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة وأنهم يفتقدون إلى شخصية تمتلك كاريزما وحضوراً سياسياً في الوقت الحالي تستطيع مواجهة مرشح الحزب الجمهوري.

إن إنهاء هذه الأزمة مبكراً سيكون أمراً جيداً، لأن استمرارها لزمن أطول من شأنها أن تكون لها آثار سلبية في مسألة الضغط على النظام الإيراني لأن اهتمام الرئيس ترامب سيقل من أجل إدارة معركته الداخلية التي تعتبر الآن هي الأهم من أجل الحفاظ على قاعدته الانتخابية.

البيان

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com