براءة اختراع تاريخية
براءة اختراع تاريخيةبراءة اختراع تاريخية

براءة اختراع تاريخية

خيري منصور


تدمير أية فكرة من الداخل هو الوصفة النموذجية التي قدّمها الاستشراق العسكري في مرحلة ما بعد الحداثة لمن فازوا بالمناقصة السياسية وتعهدوا تقديم الإسلام في صورة دموية وشائهة، فحين يسيء غير المسلم للإسلام تكون هناك مبررات لتفسير ذلك، تماما كما أن الإساءة لأية عقيدة من خارجها تبدو قابلة للاستيعاب تبعا لما مرّ في التاريخ من نزاعات ايديولوجية، ومحاولة بعض الأطراف احتكار الحقيقة، وتكفير الآخر ! لكن عندما يتولى هذه الإساءة للدين افراد لهم اسماء منها :محمد وأحمد وابراهيم واسماعيل وعبد الرحمن الى آخر الأبجدية فإن المسألة تصبح جديرة بالتأمل، لأن هؤلاء ينوبون عمّن يتصورون انهم خصومهم في الاجهاز على الدين بحيث يقول الاخرون ان اهل مكة ادرى بشعابها وان من يشوّه صورة ابيه ويمارس تأويلات غير منطقية على الاطلاق لشخصيته لا يمكن لأحد ان يزايد عليه ويكون كاثوليكيا اكثر من البابا كما يقال !


إن ما يحدث الآن هو ببساطة نهش للإسلام ولكل نصوصه من الأحشاء وقتل متعمد يقترفه الحفيد لأنه يعيد قتل الموتى، ولو كان الإسلام كما يحاول المتأسلمون تقديمه بعد نزع دسمه الأخلاقي لما عاش كل تلك القرون، ولما تمدد نحو أقصى الاصقاع عابرا الحدود والوثنيات والأعراق!


هذه المرة تأخذ الحرب على الإسلام شكلا آخر، فالسوس الذي ينخر حتى الصولجان هو من صُلبه، واذا لم يسارع المسلمون الأجدر بوراثة اسلافهم الى التبرؤ ممن اغرقوا المصاحف والمحاريب بالدم فإن ختامها لن يكون مسكا على الإطلاق !

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com