المصري أفندي!
المصري أفندي!المصري أفندي!

المصري أفندي!

سليمان جودة

أنا أسعد الناس بقرار مهرجان الفضائيات العربية منح برنامج «المصرى أفندي» جائزة أفضل برنامج تليفزيونى لهذا العام!.. البرنامج يقدمه الإعلامي الكبير محمد على خير، مساء الأيام الثلاثة الأولى من كل أسبوع، على قناة القاهرة والناس!

وحين قرأت خبر فوز البرنامج تذكرت الآية الكريمة التى تقول: "فأما الزَبَد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض". ثم تنبهت إلى أن فوز البرنامج فى مهرجان فضائيات عربي، معناه أن دائرة المنافسة كانت أوسع، وأن هناك مَنْ لايزال عربياً يتابع الأداء العام على الشاشة، وأن هناك مَنْ لايزال عربياً، أيضاً، يحاول التقييم وفرز الجيد إعلامياً من الرديء!

والذين يتابعون البرنامج مثلي سوف يبتهجون لأن برنامجاً قريباً من الناس قد صادف التقدير الذي يستأهله، ولأن التقدير كان في مكانه!.. وسوف يكتشفون أن جزءاً من نجاح البرنامج راجع إلى شيئين، أولهما أنه يعمل في سياق عام ناجح هو القناة نفسها، وثانيهما أنه اختار اسماً لافتاً منذ البداية، ثم قرر أن تنطق كل حلقة من حلقاته بأن الاسم ليس عبارة إنشائية، لكنه اسم على مسمى!

وهو اسم على مسمى لأن للاسم قصة قديمة تقول، إن المصري أفندي شخصية كاريكاتيرية في الأصل، وإن فنان الكاريكاتير صاروخان هو الذي اخترعها على صفحات مجلة روزاليوسف عام ١٩٣٢، وأن اثنين ساعداه فى اختراعها هما: أمير الصحافة محمد التابعي، وأميرة الصحافة السيدة فاطمة اليوسف التي اشتهرت بروزاليوسف!

ولو أن أحداً منا عاد إلى صفحات المجلة العريقة فيما قبل ثورة ١٩٥٢، فسوف تدهشه صولات وجولات الفنان صاروخان على صفحاتها من خلال شخصية المصري أفندي، الذي كان معروفاً بجسده البدين بعض الشيء، وقامته القصيرة نسبياً، وطربوشه الذي لا يفارق رأسه، والسبحة التى لا تفارق يده، والبدلة التي هي ملمح أساس فيه، والنظارة السميكة التي لا تنزل من فوق عينيه!

ولم يكن الساسة والزعماء يخشون شيئاً في صحافة تلك الأيام، قدر خشيتهم من المصري أفندى، الذي اتخذه صاروخان طريقاً إلى التعبير عن مواجع كل مصري بسيط، وعن شجون أفراد الطبقة المتوسطة في المجتمع بالعموم، ثم راح يضع همومها على لسانه، ويدير معاركه الصحفية من خلاله مع كل سياسى كبير!

وعلى هذا الأساس كان محمد علي خير يمارس مهمته في برنامجه ولايزال، فهو يعرف أن كل إنسان، من آحاد الناس في الشارع، يظل له نصيب في البرنامج، فيقف إلى جواره على الدوام، وهو يدرك أن الهدف ليس إحراج أحد فى الدولة، فيسعى إلى توصيل شواغل المواطنين في هدوء، دون تهويل في حجمها، ولا تهوين من شأنها.. ولهذا استحق الجائزة وسوف يستحق غيرها!

المصري اليوم

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com