عرفان واعتذار !
عرفان واعتذار !عرفان واعتذار !

عرفان واعتذار !

خيري منصور


منهم من يصابون بالزكام والبرد وربما ما هو اخطر من ذلك كي لا يصاب الاخرون، وهذا بحد ذاته افتداء وايثار مضاد للانانية والإثرة، يفتحون الطرق كي تصبح سالكة لغيرهم ويشتبكون مع اسلاك الكهرباء والشرر المتطاير منها كي تبقى البيوت مضاءة، ولا تتوقف المدافىء .


وثمة اختبارات عسيرة للمجتمعات منها كوارث الطبيعة والازمات المفاجئة، فمن يلوذ بالفرار لينجو بمفرده راسب بامتياز، ومن يفكر بالاخرين هو المتفوق بكل المعايير، لأنه اولا قادر على التخيّل، ووضع نفسه مكان الآخر، الراسبون هم الذين يتصورون بان الشقاء والالم والفقدان والموت من نصيب سواهم، وهم الاستثناء الخالد، لهذا لا يعرف هؤلاء الراسبون في الاختبار معنى التوازن النفسي او الشعور بتحقيق الذات .


ان عاصفة كهذه رغم ما تحمله من اسم انثوي ناعم لا تترك لنا فائضا من رفاهية رصد التقصير، كما اننا لسنا من الانانية المحكومة بأسفل الغرائز بحيث نعطي درجات لهذا المتطوع او لذلك الذي يؤدي واجبه .


اعترف شخصيا بانني شعرت بالخجل وانا اشاهد الثلج يتساقط بقوة على رجال يحملون مريضا على اكتافهم او يوصلون مدافىء وأغطية لمن لا يغطي اجسادهم العليلة غير اسمالهم، لأن المعادلة في نهاية المطاف هي ان هناك من يشتبك مع العاصفة وهناك من يقرأ او يشاهد التلفزيون قرب المدفأة .


ان اقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الذين سهروا لكي ننام واصابتهم قشعريرة الصقيع لكي نتدفأ هو شكرا .. فهذا اضعف الايمان، ولعل هذه التجربة عيّنة من القدرة على الاستجابة للتحديات، فمن رسب في اختبار عاصفة يرسب في اختبار الحرب او اية كارثة مفاجئة .


اخيرا، بقدر ما نشكر هؤلاء نعتذر لمن طارت خيامهم في الهواء، ومنهم من مات بردا في العراء، انهم ضحايا زمن داحس وداعش والغبراء .... من البقاع الى القطاع !!

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com