إفطار مع شكرى!
إفطار مع شكرى!إفطار مع شكرى!

إفطار مع شكرى!

سليمان جودة

جلسنا نتناول إفطارنا مع الوزير سامح شكرى، قبل أربعة أيام، وكان غسان سلامة، مبعوث الأمم المتحدة فى ليبيا، قد جلس فى نفس الوقت فى مبنى منظمة الأمم المتحدة فى نيويورك، يضع إفادته عن الوضع الليبى أمام أعضاء مجلس الأمن هناك!.

وقد أفطرنا، فبدأ الوزير شكرى يتحدث عن موقع ليبيا الخاص فى سياستنا الخارجية، بحكم الجوار المباشر معها، وكيف أن القاهرة كانت بعد حادث الاعتداء على حياة ٢١ مصريًّا على الشواطئ الليبية قد سارعت إلى المجلس ترفض حظر السلاح المفروض من الأمم المتحدة على الجيش الوطنى الليبى، وترى فيه وضعًا شاذًا لا يجوز أن يستمر.. ولا تزال ترفضه، وتطلب إنهاءه بكل طريقة!.

ولابد أن الذين طالعوا بعض تفاصيل إفادة سلامة أمام المجلس قد أصابهم الفزع من وصول الأوضاع على الأراضى الليبية إلى هذا المنحدر!.. فالأشقاء فى العاصمة الليبية طرابلس متوزعون هذه الأيام بالآلاف بين نازح، ومحاصَر، ومهاجر، ولاجئ.. ولا شىء آخر!.. والجرحى فى اشتباكات العاصمة ٢٤٠٠، أما عدد القتلى فبلغ ٤٦٠!.

والأهم حسب الإفادة المذاعة أن كميات كبيرة من السلاح والمركبات المدرعة تدفقت وتتدفق على ما يسمى حكومة الوفاق الوطنى فى طرابلس، بما ينذر بحرب أهلية دامية وطويلة، ثم بعواقب خطيرة على دول جوار ليبيا، ومعها منطقة البحر المتوسط كلها!.

ولم يكن الوزير شكرى فى حاجة إلى أن يعاود الإشارة إلى أن صانع السياسة الخارجية على وعى كامل بخطورة الملف الليبى بالذات، وبأن أثره ينسحب بشكل مباشر على أمننا القومى بمفهومه الشامل، وبأن ذلك لا يغيب عن عينه فى زحمة الملفات التى يجدها مطروحة أمامه!.

وقبل أيام، كان الأستاذ أحمد الجارالله، رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية، قد كتب افتتاحية الجريدة تحت هذا العنوان: الأمم المتحدة تصومل ليبيا!.. وكان عنوانًا يصف حقيقة الدور الذى تقوم بها الأمم المتحدة فى الأراضى الليبية على أصدق ما يكون!.

إن غسان سلامة هو خامس مبعوث دولى يصل إلى ليبيا وفى يده تكليف من المنظمة الدولية الأم فى العالم بمد يد العون إلى الليبيين للخروج من مأزق صعب وجدوا أنفسهم فيه، منذ سقط حكم العقيد قبل ثمانى سنوات!.. ولكن الواضح حتى الآن أن كل واحد من المبعوثين السابقين كان يدير الأزمة ولا يحلها، وقد كان الأمل أن يكون سلامة استثناءً بينهم، وهذا ما لم يحدث بكل أسف، فلا يزال يتكلم عن الوضع الخطير فى ليبيا حديث العاجز، كما نتحدث نحن الذين لا نملك فعل شىء!.

إنه يملك أن يصارح مستويات القرار فى الأمم المتحدة بأنها يجب ألا تقف ساكتة بينما السلاح الذى تحصل عليه ميليشيات حكومة الوفاق محظور على الجيش الوطنى للبلاد.. فهذا وضع دولى غير مسبوق، وغير مبرر، وغير مقبول!.

المصري اليوم

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com