التُك تُكتك والتّوك شو !!
التُك تُكتك والتّوك شو !!التُك تُكتك والتّوك شو !!

التُك تُكتك والتّوك شو !!

خيري منصور


لم تفارق خيالي صورة الريكشة والكائن الذي يجرها وانا اجلس على مائدة الرئيس وهو يومئذ كان الجنرال حسين ارشاد، وعندما شاهدنا نتأمل فخامة القصر احسّ بما يشبه الرغبة في الاعتذار فقال لنا إن هذا القصر ليس منزله الشخصي، وانه سوف يعود الى منزله بعد انتهاء مدة الرئاسة، وحين تجولت مع الشاعر البريطاني في أزقة دكّا رأينا متسولين من طراز فريد منهم من اجرى جراحة لجسده بحيث يشبه حيوانا ما، ومرت الاعوام وسمعت عن محاكمة الرئيس الجنرال الذي اتهم بالفساد المالي، فتحسست مقبض عصا أنيقة اهداني اياها، وأوشكت للحظة ان اعيدها الى اصحابها !


التكتك وهو صورة حديثة نسبيا للحنطور يزدهر في زمن التوك شو، ومئات الفضائيات التي انفصلت عن جاذبية الأرض ومنها ما اصبح متخصصا في عالم الجن ومنها ما احترف اعادة انتاج اجمل الأغاني القديمة ليشوهها في اعلانات تدفع من يشاهدها الى مقاطعة السلع التي يتم الاعلان عنها .


في هذا العالم الثالث الذي اصبح الان الثالث عشر بعدة مقاييس يزدهر التكتك والتوك شو وكذلك الريكشة الاسيوية التي يجرها رجال يطفو الزبد على شفاههم المتشققة . فأين ذهبت وعود عشرات الثورات منذ الخمسينيات؟ وهل كان النمو عكسيا بحيث عاد الناس الى ما قبل عصر الصناعة وما قبل الكهرباء ؟؟


أذكر أن بغداد قبيل المئة الف غارة التي استهدفت اعادتها الى القرن التاسع كما قال الجنرال شوارتسكوف كانت ارصفتها تعج بالثلاجات والادوات الكهربائية الحديثة، وبعد يوم واحد فقط اصبحت ارصفتها تعج ببوابير الكاز وابر البوابير وما تبقى في المخازن من شموع !


كم نحن هناك ... ولسنا هنا !!

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com