ليبيا والسودان.. وتحالف الإرهاب الآيل للسقوط!!
ليبيا والسودان.. وتحالف الإرهاب الآيل للسقوط!!ليبيا والسودان.. وتحالف الإرهاب الآيل للسقوط!!

ليبيا والسودان.. وتحالف الإرهاب الآيل للسقوط!!

جلال عارف

في يوم واحد احتضنت القاهرة اجتماعين مهمين لقادة أفريقيا، الاجتماع الأول كان لقاء قمة حول أحداث السودان الشقيق بحضور الشركاء الإقليميين، والاجتماع الثاني كان بشأن ليبيا الشقيقة، وبحضور «الترويكا» التي تضم رؤساء الاتحاد الإفريقي في دوراته السابقة والحالية والقادمة (رواندا ومصر وجنوب إفريقيا) بالإضافة لرئيس اللجنة المعنية بشؤون ليبيا في الاتحاد ورئيس المفوضية الإفريقية.

الاجتماعان جاءا بعد دعوة استثنائية من الرئيس المصري باعتباره رئيساً للدورة الحالية للاتحاد الإفريقي. والاستجابة والحضور كانا كاملين تقديراً من الزعماء الأفارقة لخطورة الأحداث في السودان وليبيا، وإدراكاً من الجميع أن مصر تتحرك من موقف يحرص على الأمن والاستقرار في القطرين الشقيقين دون انحياز إلا لمصلحة الشعبين السوداني والليبي التي هي ـ في نفس الوقت ـ مصلحة إفريقية وعربية، وفي قلب ذلك كله هي مصلحة وطنية مصرية بحكم الجوار والحدود المشتركة والتاريخ والمصير الواحد.

قمة السودان أكدت على دعم خيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة في صياغة مستقبله، وأقرت بالحاجة لمنح مزيد من الوقت للسلطات السودانية للقيام بالمهام المطلوبة حيال مرحلة الانتقال السلمي والمنظم والديمقراطي، وأوصت مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بمد المدة الممنوحة للسلطات في السودان لتكون ثلاثة أشهر بدلاً من أسبوعين، كما كان مقرراً.

وفي قمة ليبيا كان التأكيد على المطالبة بوقف إطلاق النار في القطر الشقيق وتكثيف المشاورات من أجل الحل السياسي، والتأكيد على الدور الأساسي للاتحاد الإفريقي في التعامل مع الأزمة، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف التدخل الخارجي بكل أشكاله وقطع الطريق على تحويل ليبيا إلى ساحة للصراع بالوكالة على حساب الشعب الليبي.

وكان طبيعياً أن يكون هذا الجهد محل ترحيب من جانب كل القوى الساعية لتحقيق الأمن والاستقرار، ودعم خيارات الشعبين الشقيقين في السودان وليبيا التي تمثل مصلحة عربية وإفريقية أيضا، والتي تمنع تحويل المنطقة إلى محيط من الفوضى والدمار.

وكان طبيعياً أيضاً أن نرى تحالف دعم الإرهاب الذي يضم قطر وتركيا بجانب الإخوان وباقي الجماعات الإرهابية يتصرف أطرافه كالثيران الهائجة، وأن يقودوا جميعاً حملة هوجاء ضد لقاءات الزعماء الأفارقة في القاهرة وما صدر عنها بشأن السودان وليبيا!!

كأن المفروض أن تغمض مصر عينيها عما يقع في القطرين الشقيقين، وأن تترك ليبيا على حدودها الغربية تحت سيطرة الميليشيات الإرهابية، وتترك السودان الشقيق ينزلق إلى صراعات بين قوى التغيير تنتظرها جماعة الإخوان وتنظيماتها المسلحة والمدعومة بأموال قطر، لكي تنقض على انتفاضة شعب السودان وتحيلها إلى جحيم من الفوضى والحروب الأهلية، كما تفعل في كل دولة تجد فيها الفرصة لممارسة إرهابها وتآمرها وخيانتها!

تنطلق أبواق الإعلام الإخواني من الدوحة وخارجها تهاجم ما تسميه التدخل المصري «وليس الإفريقي» في الشؤون الداخلية للسودان وليبيا!! كأن ما ارتأته حكمة القادة الأفارقة من إعطاء الفرصة لقوى التغيير في السودان لإنهاء مهام الفترة الانتقالية هو إثم كبير، وكأنما الحرص على تأمين الدعم من الإخوة الأفارقة لعبور السودان هذه المرحلة بأمان هو الخطأ بعينه، وكأن تفعيل الدور الإفريقي في دعم وحدة ليبيا وسلامة أراضيها جريمة، وكأن مطاردة عصابات الإرهاب في ليبيا تجرح مشاعر المسؤولين في الدوحة الذين يضعون ثروات الشعب العراقي في خدمة مخططات الإرهاب ويحيلون عاصمة قطر إلى مركز لدعم الإرهاب.

ما تفعله أبواق الإعلام الإخواني القطري الساقط مع مصر، تفعل مثله مع الإمارات والسعودية لأنهما تؤديان واجبهما نحو الأشقاء في السودان وليبيا، لم ترسل أي منهما الأموال لعصابات الإرهاب كما تفعل الدوحة، ولم تمولا ميليشيات الجماعة التي جثمت على صدر شعب السودان لثلاثين عاماً، ولم يرسلا الأموال من أجل «تمكين» الإرهاب، كما فعلت قطر وحلفاؤها. وإنما كان الدعم لشعب السودان، وكان الهدف هو مساعدة الأشقاء على تجاوز الصعوبات التي أورثها لهم نظام وضع البلاد على حافة الإفلاس والمجاعة.

يلجأ إعلام الدوحة والإخوان إلى كل الأساليب المنحطة التي لم تعد قادرة على خداع أحد، تخيفهم حقيقة أن نهاية سنوات العربدة الإخوانية في السودان لابد أن تحمل معها افتضاح الدور القطري في دعم الإرهاب وتمكينه من مفاصل السودان، ونهاية الأطماع التركية والإيرانية في مد النفوذ إلى القطر العربي الشقيق.

وتخيفهم أيضاً حقيقة أن العالم كله يتوافق على ضرورة استئصال عصابات الإرهاب من ليبيا وإنهاء سنوات الفوضى وحكم الميليشيات، ويعرفون أنهم أطراف رئيسية في هذه العمليات التي تتم بالدعم المالي من قطر والدعم اللوجستي من تركيا.. ثم من إيران التي دخلت على الخط بسفينة الأسلحة التي أرسلتها للإخوان في «مصراتة» ليكتمل عقد تحالف الإرهاب الآيل للسقوط. في ليبيا، وفي المنطقة كلها!!

***

لم يأت زعماء إفريقيا إلى القاهرة للمجاملة، وإنما لأنهم يدركون حجم ما عانته إفريقيا من عربدة الإخوان طوال ثلاثين عاماً في السودان ومن فوضى حكم الميليشيات طوال ثماني سنوات في ليبيا. ولأنهم يدركون أن التوافق بين شركاء التغيير ضروري لكي يعبر السودان هذه الفترة الصعبة، وأنه لا بديل عن حل سياسي للأزمة في ليبيا يفتح الطريق أمامه أن ينجح شعب ليبيا وجيشه الوطني في ضرب عصابات الإرهاب واستعادة ليبيا لسيطرة الدولة، ومؤسساتها على كل الأرض الليبية.

مأساة قطر وشركائها في تحالف الإرهاب «تركيا وإيران والإخوان» أنهم يدركون أن ساعة الحقيقة تقترب، وأن ما قاموا به من جرائم لابد أن يحاسبوا عليها، وأن العالم (ونحن جزء منه) لم يعد يحتمل أوهام حكام يتصورون أن رعاية الإرهاب هي طريقهم لأن يصبحوا كباراً أو يكتسبوا نفوذاً. لم يعد هؤلاء إلا بعض التهديدات الجوفاء من الحرس الثوري الإيراني.

البيان

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com