أسمع كلامه أصدقه!
أسمع كلامه أصدقه!أسمع كلامه أصدقه!

أسمع كلامه أصدقه!

سليمان جودة

اللافت المثير حقاً أن ماثيو تولر، سفير الولايات المتحدة الأمريكية فى اليمن، قال فى مؤتمر صحفى عقده قبل أيام، إن بلاده تتهم الجماعة الحوثية بالتنصل من تنفيذ اتفاق استكهولم، الذى جرى عقده فى السويد ديسمبر الماضى، بإشراف من الأمم المتحدة، والذى يرسم طريقًا إلى إنهاء المعاناة اليمنية المستمرة منذ سنوات!.

واللافت المثير للمرة الثانية أن السفير مولر، قال ذلك بحضور رئيس وزراء اليمن، وأضاف أن أمريكا لا تدعم هذه الجماعة التى تعمل على تقسيم اليمن، والتى تماطل فى تنفيذ الاتفاق، وأن إدارة الرئيس دونالد ترامب لم تفقد الأمل فى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فى العاصمة السويدية، ولا فى تحقيق السلام لليمنيين!.

أما لماذا يبدو كلام سعادة السفير لافتًا ومثيرًا، فلأنه يتحدث على العكس بالضبط مما تتصرف به بلاده على الأرض فى القضية نفسها!. فقبل أسبوعين اثنين، صوّت مجلس الشيوخ الأمريكى على وقف الدعم الذى تقدمه الولايات المتحدة لتحالف دعم الشرعية فى اليمن.. وهى خطوة تصب فى صالح الحوثيين.. وكانت المفاجأة أن المجلس وافق بأغلبيته على وقف الدعم، وكان الذين صوتوا مع وقف الدعم ٥٤ عضواً من أصل مائة عضو، هم مجمل عدد أعضاء الشيوخ الأمريكى!.

فإذا عرفنا أن الحزب الجمهورى، الذى ينتسب إليه ترامب، يستحوذ على الغالبية فى مجلس الشيوخ، بدا لنا أننا أمام لغز غير مفهوم!.

ذلك أن قضية وقف الدعم الأمريكى عن تحالف دعم الشرعية، الذى تقوده المملكة العربية السعودية، لو كانت قد طُرحت فى مجلس النواب فى واشنطن، ولو كانت قد حظيت بالموافقة فيه، لما كان فى الأمر غرابة، لأن الحزب الديمقراطى المعارض لترامب يملك أغلبية فى النواب، وبالتالى فالطبيعى أن يظل يشاكس الرئيس، وأن يظل يكيد له فى ملف اليمن وفى غير ملف اليمن!.

ولكن أن تأتى المبادرة بالتصويت من جانب حزب الرئيس نفسه، وأن يتم التصويت فعلاً، فهذا ما يجعل كلام السفير ماثيو غير ذى معنى، ويرسم علامة استفهام كبرى حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تقف فعلاً ضد عبث الجماعة الحوثية فى اليمن!.

قد يرد واحد ويقول إن مستشارى الرئيس نصحوا باستخدام حق الفيتو الذى يملكه، والذى يجعله قادراً على الوقوف ضد مشروع القانون الذى جرى التصويت عليه.. قد يقال هذا، وهو صحيح.. ولكن المشكلة أن ثمن هذا كله يدفعه بلد مثل اليمن من أمنه، واستقراره، وسلامة أراضيه التى يمزقها الحوثيون بمساعدة إيرانية واضحة!.

ليت الولايات المتحدة تتكلم لغةً واحدة فى القضايا التى تتصدى لها دولياً.. لا لغتين.. ولا بالطبع ثلاثًا!.

المصري اليوم

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com