أحوال مصر وأهوال مصريين
أحوال مصر وأهوال مصريينأحوال مصر وأهوال مصريين

أحوال مصر وأهوال مصريين

سمير عطا الله


لذلك، أمامك أن تضرب بالرمل أو أن تقرأ الصحف العبرية. والصحف العبرية (لا خطأ في التهجئة) تقول إن بعض القوى العربية (لا خطأ في التهجئة)، (الرجاء معاودة القراءة) تريد توسيع الرقعة الفلسطينية الموعودة بالقضم من أرض مصر. هل ضاقت في عيونكم قطعة صغيرة من الأرض؟ هذا «منطق» إسرائيلي قديم. الفترات التي قضيتها أغطّي الأمم المتحدة في نيويورك، كان كل يوم يظهر داعية يقول ببراءة هائلة: لدى العرب مساحات لا حدود لها من الأرض، ويضنّون على هذه الدولة المسكينة بشيء يعيشون فوقه.


هذا «المنطق» لم يعد إسرائيليا. صار سلوكا عربيا ونهجا همجيا فيما بين الإخوة والأشقاء وسائر التسميات الفارغة. عندما يُقتل 30 جنديا مصريا لا تبقى جغرافية الارتكاب في سيناء، بل تصبح في قلب ميدان التحرير أو ميدان طلعت حرب أو مبنى الجامعة العربية.


العار ليس علينا عندما نقول إن إسرائيل لم تخرق كرامة سيناء ومصر منذ نهاية الاحتلال، وإنما الذين يعتدون على كرامتها جبناء من الذين تمتّعوا بحماية الجيش المصري وساروا في جنازات عشرات الآلاف من شهدائه.


وليس مهما من هو القاتل، المهم هو الضحية. والضحية بكل وضوح، هي مصر التي تشعل الأصابع اللئيمة الحرائق في قلبها وفي أطرافها، لعلها تسقط في خجلها وفي تصبرها على مصادر الغدر.

العدو المعلن تسهل مواجهته مهما صعبت. المشكلة في مواجهة العابث المتنكّر. عندما أرسل نظام الرئيس مبارك الدكتور سعد الدين إبراهيم إلى السجن، كنت بين قلّة اعترضوا على ذلك، يدعون أن السجون ليست لأهل الفكر، والرجل كان، ذات يوم، أستاذ سوزان مبارك وولديها.


وعندما خرج الدكتور من السجن سررنا له. وكان الرئيس مبارك يقسم بالله على أن ما لدى الدولة من أدلّة لا يمكن رده. ومع ذلك كنا من الذين يعتقدون أن الدكتور قيمة مصرية فكرية، بصرف النظر عن الجانب الذي يتخذه أو ينقلب عليه. أحزنتنا مؤخرا يا دكتور. قرر أين أنت. أو فليقرر أصدقاؤك عنك. لكن بعض متفجّراتك الفجائية، ليست أقل من روائح البارود في سيناء. احترم شيبتك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com