مصر والإمارات والتحالف العربي ضد الإرهاب
مصر والإمارات والتحالف العربي ضد الإرهابمصر والإمارات والتحالف العربي ضد الإرهاب

مصر والإمارات والتحالف العربي ضد الإرهاب

جلال عارف


الأول هو الإعلان عن صفقة الأسلحة الروسية لمصر بقيمة 3.5 مليارات دولار، والحدث الثاني هو النجاح المذهل للاكتتاب في مشروع توسيع قناة السويس، حيث دفع المصريون في أسبوع واحد أكثر من 60 مليار جنيه (بينما كانت أكثر التوقعات الرسمية تفاؤلاً لا تتوقع أكثر من ربع هذه المبلغ، نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد)، المصريون أثبتوا وعيهم وقوة مشاعرهم الوطنية، كما أثبتوا ثقتهم بأنهم يسيرون في الطريق الصحيح، وأملهم العميق في المستقبل.

ولا أظن أننا بحاجة لتكرار الحديث عن عمق العلاقات بين مصر والإمارات سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.

لكن الأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة تحتم التأكيد على صحة القرارات المصيرية التي اتخذتها قيادات الدولتين منذ 30 يونيو، والتي لولاها لكانت المنطقة كلها الآن في ظل الفوضى وتحت حكم من تآمروا على الأوطان وخانوا الأمانة وأساؤوا للإسلام.

كانت مصر (شعباً وجيشاً ودولة) على حق حيث أسقطت فاشية الإخوان الذي كان قد بدأ في تحويل أرض الكنانة إلى قاعدة للإرهاب. وكانت الإمارات على حق حين وقفت منذ اللحظة الأولى في طليعة الداعمين للنظام الذي أنقذ مصر، وحين وضعت كل إمكانياتها لوقف المؤامرة عليها، ولإجهاض محاولات حصارها اقتصادياً وسياسياً.

الآن يكتشف الذين حاصروا مصر (وفي مقدمتهم أميركا) أن الإرهاب يطرق أبوابهم ويذبح رعاياهم. ويدرك العالم كله كم كان الموقف سيكون بشعاً لو تمكن الإرهاب من مصر.

والآن تجري المحاولات لبناء التحالف الدولي ضد الإرهاب بعد أن تحركت أميركا وأوروبا بعد طول تردد أو مهادنة أو تعاون جعل "داعش" تستغل أخطاء الحكم في العراق فتسيطر على ثلث البلاد، وتستغل التراخي في حسم الموقف في سوريا فتجعل منها قاعدة لنشاطها.

هذا الوضع يستوجب - قبل أي شيء - بناء تحالف عربي قوي يخوض المعركة ضد الإرهاب لمصلحة الأمن القومي العربي وليس لمصالح الآخرين، ويضمن ألا ينتهي الأمر بكارثة كما حدث عندما تحركت أميركا وحلفاؤها قبل ذلك باسم مكافحة الإرهاب، فكانت النتيجة أن دمروا أوطاناً عربية ثم تركوها نهباً للإرهاب أو رهينة عند قوى إقليمية ودولية تتصارع على اقتسام النفوذ في الأرض العربية.

التحالف العربي المطلوب لابد أن يكون تحالفاً حقيقياً يبنى على التحالف الذي رأيناه بعد 30 يونيو بين مصر والإمارات والسعودية، والذي أوقف التدهور وكشف التآمر وتصدى للإرهاب بينما كانت أميركا وحلفاؤها وأذنابها في المنطقة يولولون حزناً على إخوان الشر.

ويغضون البصر عن إرهاب كان يتمدد في سيناء، ويتمنون أن تنجح المؤامرة وتنضم مصر (وبعدها دول الخليج) إلى قائمة الدول التي تعمها الفوضى، التحالف العربي المطلوب لابد أن ينطلق من أن الإرهاب واحد.

وأن الحرب ليست ضد " داعش" فقط لأنها تمردت على من صنعوها، وإنما هي حرب ضد الإرهاب بكل فصائله التي بدأت جميعها من منبع واحد هو فكر "الإخوان" التكفيري، خاصة بعد أن سيطر "القطبيون" على الجماعة وجعلوها العنوان الأساسي للإرهاب باسم الإسلام البريء مما يفعلون.

والتحالف العربي المطلوب لا يحصر المعركة في العراق كما تريد أميركا، وإنما يدرك أن الخطر أكبر من ذلك.

وأنه لا يمكن التعامل مع الموقف في العراق دون التوصل لحل لإنقاذ سوريا. ولا يمكن الحديث عن مكافحة الإرهاب بينما ليبيا تحولت إلى قاعدة لتصدير الإرهاب ولتهديد مصر ومحاولة ضرب الاستقرار فيها وفي الجزائر وتونس.

اللقاء المصري - الإماراتي الآن يؤكد قبل أي شيء أن قرار مصر في 30 يونيو كان صحيحاً، وأن دعم الإمارات لهذا القرار كان خطوة مهمة في الحرب على الإرهاب وفي دعم الأمن القومي الذي يربط بين مصر ودول الخليج العربي رغم كل المؤامرات.

واللقاء المصري - الإماراتي يؤكد أن الأساس الصحيح لأي تحرك ضد الإرهاب يبدأ من حقيقة أن الإرهاب واحد رغم تغير اللافتات، وأن القضية ليست ضرب "داعش" لأنها خالفت التعليمات، بل إعلان الحرب الصريحة ضد كل "الدواعش" والإقرار بأنهم قد بدأوا من "الإخوان" وسينتهون معهم.

واللقاء المصري - الإماراتي الآن يقول إن الشراكة التي تمت لدعم 30 يونيو كانت مدركة لحجم الخطر، وكانت مدركة أن الواجهة لابد أن تكون شاملة لكل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأيضاً للحاجة إلى تجديد الفكر الديني ليواجه هذه الإفك الذي وصل بالأمة إلى أزمته الراهنة.

توافق اللقاء المصر - الإماراتي (كما قلنا) مع صفقة السلاح الروسية، ومع إنجاز المصريين بتقديم كل تكلفة توسيع قناة السويس في أسبوع واحد. ثم كان اللقاء مع شيخ الأزهر إعلاناً بأن الإسلام الصحيح يبارك هذه المشاركة التي واجهت إرهاباً يتاجر بالدين ويخون الأوطان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com