ثروة مع وزيرة!

أما هؤلاء فإنهم 23 مصرياً ممن نبغوا فى عواصم العالم، فى أدق علوم العصر، من أول تحلية المياه، وتصريف مياه الأمطار، وإدارة الموارد المائية، إلى استكشاف مناطق المياه الجوفية، وتكنولوجيا الاستشعار عن بُعد، ومعالجة مياه الصرف، ثم الكثير من علوم التربة، والمحاصيل، والطاقة الشمسية!.

هذا كله وأكثر منه كان متاحاً بتفاصيله، على مدى يومين، فى المؤتمر، الذى أنهى أعماله مساء أمس الأول، وأتاح أمام صانع القرار فى البلد خلاصة التجربة فى الحياة العملية، لمجموعة من العقول المصرية النادرة.. وقد كان ذلك فى حضور خمسة من الوزراء!.

فالدكتورة إيمان غنيم.. مثلاً.. جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعمل مديراً لمعمل أبحاث الاستشعار عن بُعد فى جامعة نورث كارولينا، لتقف على منصة المؤتمر، وتعرض الطريقة التى يمكن بها تحويل السيول من خانة الكوارث الطبيعية، التى تُوضع فيها دائماً، إلى خانة الموارد الطبيعية للمياه!.

والدكتور رجب رجب قضى الجانب الأكبر من حياته يدرس الأسلوب الأفضل لإدارة الموارد المائية، وقد جاء من بريطانيا ليعرض الكيفية التى يمكننا بها استخدام المياه الرديئة فى إنتاج المحاصيل!.

والدكتور أيمن عياد جاء من بلجيكا ليقول إننا نستطيع زراعة محاصيل أكثر، بكميات مياه أقل، وإن فى إمكاننا استخدام نفس كميات المياه المتوافرة لنا حالياً فى تحقيق إنتاج أعلى وأعلى!.

ومن ألمانيا، وهولندا، وأستراليا، والنمسا، ودول كثيرة، جاءوا جميعاً بهدفين: الأول أن يعرضوا ما يستطيع كل واحد منهم أن يقدمه فى خدمة بلده، والثانى أن يقولوا إن فى مقدورنا بمواردنا القائمة تحقيق نتائج مضروبة فى اثنين، وفى ثلاثة، وفى عشرة، مما هو حاصل فعلاً!.

ومن اليابان جاء الدكتور محمد محمود، ليرفع أمام الحاضرين حاسباً آلياً، ويعلن أنه أول حاسب آلى مصرى، بحقوق ملكية فكرية مصرية كاملة!.

وهكذا.. وهكذا.. إلى آخر القائمة التى تضم نجوماً تضىء فى كل عاصمة حول العالم، ويبقى أن تضىء فى جوانب من هذا الوطن!.

وعلى مائدة الغداء، التى دعا إليها النائب أحمد إدريس، سمعت من الدكتور عمرو العجرودى، خبير الرى والمياه الجوفية وتصريف مياه الأمطار، كيف أن مياه النافورة، التى تستوقف الناس أمام برج خليفة فى دبى، هى جزء من مياه صرف البرج بعد معالجتها!.

والمعنى أن الوزيرة «مكرم» عادت من الأقصر، وفى يدها ثروة من العقول القادرة على أن تقدم للبلد الكثير، وفى جيبها 23 رصيداً يمكن السحب منها لحساب كل مواطن.. ويبقى فقط أن نعرف كيف نوظّف العقول، وكيف ومتى نسحب من كل رصيد!.

المصري اليوم