الصاروخ ولجم «الانقلاب الكبير»
الصاروخ ولجم «الانقلاب الكبير»الصاروخ ولجم «الانقلاب الكبير»

الصاروخ ولجم «الانقلاب الكبير»

غسان شربل

لا غموضَ حول هوية الصاروخ الذي استهدف الرياض. السعودية أعلنتها. والجيش الأميركي أكدها. وحطامه يقدم الدليل. لا مجال لتأويلات أو التباسات. إنه صاروخ حوثي - إيراني. الحوثيون فيه مجرد فرصة لإطلاقه. ولعل الحادث نفسه يكشف لماذا اضطرت السعودية إلى خوض الحرب في اليمن. شعرت أن المقصود من انقلاب الحوثيين هو تنصيب ممثل إيراني للجلوس على ترسانة صواريخ هدفها الأول والأخير تهديد أمن المملكة.

رسالة الصاروخ صارخة. مكتوبة بحبر فارسي. وهي تؤكد الانتقال من استراتيجية التطويق والضربات الملتبسة إلى الاعتداء الواضح والصريح. إنها عملية انتهاك علنية لما يمكن تسميته الخط الأحمر. ولا تستطيع السعودية التهاون حيال اعتداء يمسّ أمنها الوطني واستقرارها وصورتها.

لا غرابة في أن يلجأ النظام الإيراني إلى عبور خط أحمر. فهو بطبيعته لا يتقيد بقوانين السير الدولية. أيْ القوانين التي تنص على دخول الدول من بواباتها الشرعية. واحترام سيادتها. وحدودها الدولية. والتعامل معها وفق المواثيق والأعراف الدولية. وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. سياسة زعزعة الاستقرار تقوم على إسقاط هيبة الخطوط الحمر والقوانين الدولية.

فتح الصاروخ فصلاً جديداً في العلاقات السعودية - الإيرانية وفي العلاقات الخليجية - الإيرانية. تتمسك إيران بسياسة إعادة تشكيل الإقليم لانتزاع الموقع الأول فيه، وربما لتكون الشريك الأكبر لـ«الشيطان الأكبر». والواضح هو أن السعودية الجديدة اختارت نهجاً جديداً في احتواء «الانقلاب الكبير» وردعه. لم يترك الصاروخ الحوثي - الإيراني للسعودية إلا خيار توظيف كل قدراتها وعلاقاتها للجم «الانقلاب الكبير». إنها معركة مستقبل الإقليم وتوازناته.

الشرق الأوسط

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com