افتتحت ”الخليج“ بالقول: تؤكد التجارب السابقة في غير مكان في العالم، وفي الحروب المحلية أو الإقليمية، خصوصاً التجربة الأمريكية في فيتنام وأفغانستان والعراق، وتحديداً في الحروب مع القوات غير النظامية، أن سلاح الجو لا يحسم المعركة مع هؤلاء لأنهم لا يعتمدون على تشكيلات ثابتة يمكن قصفها وتدميرها والقضاء عليها، إنما على الحركة والاختباء واللجوء إلى تحت الأرض أو إلى الغابات والأراضي الوعرة لاتخاذها معاقل وغطاء للتمويه والاختباء .
وتابعت أنه في أفغانستان والعراق خاضت الولايات المتحدة والدول الحليفة لها حرباً لسنوات استخدمت فيها القوات البرية وسلاح الجو بشكل مكثف، لكنها لم تتمكن من تحقيق النصر . في باكستان واليمن والصومال تستخدم الولايات المتحدة الطائرات من دون طيار لملاحقة المنظمات الإرهابية مثل ”القاعدة“ و“طالبان“ و“حركة الشباب“ لكنها لم تحسم المعركة . الحرب الجوية يمكن أن توقع خسائر منتقاة وتقتل قيادات أو مجموعات محدودة، أي أنها تقلص الخطر أو تمنعه، لكنها لا تحسمه .
تابعت هذه الضربات تستهدف مساحات واسعة من شمال وغرب العراق سيطرت عليها ”داعش“ وهي مناطق مأهولة وصحراوية، ولها امتدادات مشابهة داخل الأراضي السورية تحولت إلى معاقل للجماعات الإرهابية التكفيرية التي تمتلك آلاف المقاتلين المدربين جيداً وتتوافر على أسلحة متنوعة ومتطورة، بعضها أمريكي أو غربي الصنع تم الاستيلاء عليه من مخازن للجيشين العراقي والسوري .
وبينت أن هذه المنظمات ليست كتلة بشرية واحدة محدودة الأماكن، بل هي تتوزع على مجموعات صغيرة متحركة وبأسلحة مناسبة لحرب المدن والعصابات، لذا فإن استهداف بعضها من الجو لا يؤثر في بنيتها وهيكليتها، وإن كان يضعفها في حال استهدافها بشكل متواصل واختيار مواقع القيادة والسيطرة بشكل محدود .
هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز