تقرير: روسيا تتقلص كلما ازدادت توسعاً
تقرير: روسيا تتقلص كلما ازدادت توسعاًتقرير: روسيا تتقلص كلما ازدادت توسعاً

تقرير: روسيا تتقلص كلما ازدادت توسعاً

يتخذ الصراع الروسي الأوكراني اتجاهات مختلفة بين اليوم والآخر، وتتوالى قصص الزعماء الروس وعلاقتهم مع أوكرانيا منذ أيام حكم ستالين إلى بوتين.

وفي سياق متابعة تحليل تبعات الصراع الروسي الأوكراني، كتبت صحيفة لوموند الفرنسية: "أخطأ فلاديمير بوتين في اختيار النموذج والعصر معاً. فمن بطرس الأكبر وستالين، استعار بوتين طعْم المساحات الكبرى، وهو يكرر اليوم الدراما الروسية: فكل ما يحصل عليه في الجغرافيا سوف يخسره في المجالات الحيوية والاقتصادية والمدنية والعلمية".

وأضافت الصحيفة: "أسلاف السيد بوتين نقلوا معالم إمبراطوريتهم، ولكن ماذا كانت الفائدة؟ فالروس، على عكس الأميركيين، لم يستعمروا مناطق جديدة. لقد كانت روسيا تتقلص كلما ازدادت توسعاً، وهي في عهد بوتين صارت تُفرَغ أكثر فأكثر. وعلاوة على ذلك فهي تشيخ، ومتوسط عمر الإنسان فيها ما انفك يقصر. فالشعب الروسي في طريقه إلى الانقراض بيولوجيا".

وبحسب الصحيفة فالبعض في روسيا، ولاسيما في الغرب، لدى الموالين لروسيا بحُكم الحنين، يرغبون في أن يروا في بوتين، وريثاً لأنصار النزعة السلافية الذين كانوا في القرن التاسع عشر يتصورون مجتمعاً أقل مادية وأكثر روحانية من الغرب الأوروبي والأميركي، ولكن أوليغارشية بوتين ودولته البوليسية لا تمكن على أي حال أن تكون طوباويتهم كطوباوية دوستويفسكي.

وتعتقد لوموند أنه قد يعترض معترض بالقول "إن الرئيس الروسي فاز بالفعل في جولاته في جورجيا وشبه جزيرة القرم، وفي سوريا. بالتأكيد، ففي هذه الحالات الثلاث استغل عجز الديمقراطيات المزمن على الرد، وخاصة في الرد بسرعة". متسائلة: "لكن ما هي فائدة بوتين من هذه الانتصارات؟ مَن تُرى يعيش عيشة راضية في روسيا؟ ومَن يتمنى الهجرة إلى روسيا؟ ومن يتمنى أن يعيش كما يعيش المواطن الروسي؟" وتجيب الصحيفة: "لا أحد، ولا حتى الروس أنفسهم!".

وتتخوف الصحيفة مما سيفقده بوتين، "فهو بابتلاعه لأراض جديدة يستنفد موارده الاقتصادية المحدودة، ففي خارج موسكو يعيش الروس في فقر مدقع، ما قد يفسر إدمانهم المتزايد للكحول وعمرهم القصير.

ومن خلال زرع عدم الاستقرار وفي غياب القدرة على التنبؤ بالمستقبل وإنكار القانون كمبادئ الدولة البوتينية، سوف يقوّض الرئيس الروسي أساس سلطته: الغاز والنفط. فالاستثمارات الروسية والأجنبية، حسب لوموند، لن تغامر في تحديث طويل الأجل للصناعة في روسيا، والذين لم يفروا بعد من روسيا سوف يفرون، والذين يدعمون الميزانية سيجدون استثمارات أكثر أماناً.

أما الأوروبيون والأميركيون فلا يتفاعلون في الظاهر إلا ببطء كبير، ولكن الوقت في صالحهم، من خلال استغلال موارد الطاقة، كاستخراج الغاز بتقنية التكسير الصخري، وتسويق الغاز الأمريكي، ما يؤدي إلى انخفاض سعر الغاز الروسي إلى دون المستوى الذي يؤمن بقاء غازبروم، الكنز الروسي الحقيقي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com