لوموند: عواقب الهجوم البري على غزة وخيمة
لوموند: عواقب الهجوم البري على غزة وخيمةلوموند: عواقب الهجوم البري على غزة وخيمة

لوموند: عواقب الهجوم البري على غزة وخيمة

تقول صحيفة لوموند الفرنسية في افتتاحيتها الجمعة إن "لإسرائيل ذرائعها كما تقول وتدعي"، فبمساعدة من إيران وسوريا، وأموال بعض دول الخليج، حصلت حماس، على مرّ السنين، على صواريخ أكثر فأكثر تطورا، "فكما رأينا في الأيام الأخيرة، استطاعت بعض صواريخها أن تصل إلى قلب المدن الإسرائيلية الكبرى".

وتتابع: "حماس تطلق صواريخها عشوائيا تماما، في محاولة توجيه الضربات إلى قلب المناطق الحضرية، والهدف هو أكبر عدد ممكن من القتلى، خصوصا بين السكان المدنيين".

درع بشري

وتضيف الصحيفة أنه: "إذا كان هؤلاء المدنيون قد نجوا من الـ 1000 صاروخ التي أطلقت من غزة منذ 7 تموز/يوليو، أي منذ بداية المواجهة الجديدة بين الطرفين، فذلك لسببين اثنين: نظام دفاعي مدني قوي، ونظام مضاد للصواريخ أكثر تطورا".

ويرى المحللون السياسيون أن إسرائيل لا تخلو من حجج أيضا عندما تتهم حماس بتنصيب منصات قاذفاتها في ملاجئ تحت الأرض بوسط السكان الفلسطينيين، لاستخدامها كـ "درع بشري"، ففي يوم الخميس فقط، اكتشفت وكالة الأمم المتحدة للاجئين، الأونروا، 20 صاروخا مخبأة في إحدى مدارسها.

وتتابع لوموند: "ومع ذلك، وعلى الرغم من مجموعة هذه الأسباب المهمة فإن إسرائيل مخطئة بشكل فادح حين تتصور أو تدعي أن أمنها سيصبح مضمونا بلجوئها إلى مزيد من العمليات العسكرية الإضافية ضد قطاع غزة وسكانها الفلسطينيين العزل، فلن تكون إسرائيل آمنة، أو لن تكون كذلك إلا لبعض الوقت، فهل حققت لها العملية الأخيرة التي قام بها جيشها في الأراضي الفلسطينية "الرصاص المصبوب"، والتي تعود إلى 2008- 2009 ، الأمن الذي تحلم به؟".

وتقول الصحيفة: "وفي ظل هذا الواقع تحديدا يجب أن نقدر حجم المغامرة التي اتخذتها حكومة بنيامين نتنياهو مع العملية البرية التي أطلقتها، فالمخاطر ضخمة، وهي ثقيلة ووخيمة جدا، وفي المقام الأول على السكان المدنيين الفلسطينيين".

أين المفر؟

خلال المواجهات، دفع السكان الفلسطينيون المدنيون ثمنا باهظا من القتلى والجرحى، فيما تقول إسرائيل إن الجيش يحذر المدنيين قبل شن الهجوم، ولكن أين يمكن أن يذهب هؤلاء؟ وأين تلجأ كل العائلات عندما تكون كامل أراضي القطاع، المزدحمة بما يقرب من مليوني شخص، تحت قوة النيران لواحد من الجيوش الأولى في العالم؟.

وتكمل الصحيفة: "النتيجة لا تخفى عن أحد، لقد رأينا ذلك خلال هذا الأسبوع، مع "خطأ" الضربات المتكررة: ثلاث قذائف على مجموعة من الأطفال الفلسطينيين كانوا يلعبون على أحد الشواطئ في غزة".

الرئيس السابق للبرلمان الإسرائيلي، أبراهام بورغ، الصوت المعزول اليوم، قال هذه الحقيقة على أعمدة صحيفة لوموند: "القوة العسكرية ليست هي الحل".

بورغ ليس مصابا بمثالية ملائكية غير مسؤولة، لأنه يعلم أنه بعد حماس سوف تأتي الجهاد، المفعمة بالعنف، لتواصل تأجيج الرغبة في الانتقام.

وتخلص لوموند في تحليلها إلى القول إن الذي يتصاعد الآن في ظل الفراغ السياسي الكامل ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين، هو الحقد والكراهية، ويبقى السؤال "هل نظل نكره إلى ما لا نهاية؟"، و"هل نظل نعاقب إلى ما لا نهاية؟".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com