وصايا لم يقلها الشيخ عبد ربه التائه

- إذا أتتك مذمتي من ناقصٍ، احتفظ بها لنفسك وتذكر أنني "مش ناقصك".

ـ أكبر وسيلة لتحقيق إنجازات مهولة في الحياة كماً وكيفاً، أن تكتفي بتضييع ثلاثة أرباع وقتك فقط.

ـ لا تكن واثقاً أكثر من اللازم في قدرة أفكارك على البقاء، لمجرد أنك شاهدت فيلم (المصير) الذي قال فيه يوسف شاهين على لسان ابن رشد إن الأفكار لها أجنحة، يعني، تذكر أن الصراصير أيضاً لها أجنحة ومع ذلك لا تساعدها كثيراً على البقاء أمام انقضاض الشباشب.

ـ بمناسبة الصراصير، عندما ترغب في تهديد أحد لا تقل له تلك الجملة المبتذلة التي يرددها الكثيرون دون وعي بمعناها والتي تقول على سبيل التهديد: "هافعصك زي الصرصار"، هل تعرف أن الصرصار عاش 150 مليون سنة وأنه الكائن الوحيد الذي يمكن أن ينجو من أي موجة إشعاع تضرب الكرة الأرضية؟ وبناءً عليه، إذا أردت أن تكون صارماً ومخيفاً في تهديدك لأحد عليك أن تقول له: "هافعصك زي الإنسان".

ـ إن خرجنا هالكين فهو العدل، وإن خرجنا سالمين فابقى قابلني.

ـ لا تكن غبياً وتصف من تحبه بأن قلبه كبير، فقلوب الذين تكرههم بالتأكيد لها نفس المقاس.

ـ كل شيء يتعلق بموقفك من الحياة، إذا كنت تحب حياتك ستبتهج لأن هذا اليوم قد مر دون أن تموت، وإذا كنت تكره حياتك ستبتهج لأن اليوم قد انتهى وأصبحت أقرب إلى الموت.

ـ لا يغرّنك الارتفاع المفاجئ للبعض، في النهاية يعود كل إنسان إلى المكان الذي يستحقه، لكي تتأكد يكفي أن أخبرك أن أول شمبانزي عمل رائداً للفضاء وأسعدته الظروف فسافر في مركبة الفضاء ميركوري، عندما عاد إلى الأرض سليماً معافى، قضى أيامه الباقية على الأرض في المكان الطبيعي الذي يستحقه، في قفص بحديقة الحيوانات.

ـ الأمل مثل الحب يصيب الإنسان فجأة، اليأس مثل التفاهم يأتي بالعِشرة.

ـ الحكاية ليست بكُبر الكلمات ولا بكثرة عدد حروفها، وإلا فانظر إلى كم المصائب والمباهج والمخازي والأفراح والأحزان والخيبات والآمال التي ترتبط كلها بكلمة من ثلاثة أحرف فقط: جنس.

ـ إذا لم يكن لديكم قدرة على الاشتراك في نادٍ لكي تعلموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل، علّموهم النكد لكي يتعودوا عليه عندما يكبرون.

ـ المشكلة أننا نقضي وقتا طويييييييييييلا جدا قبل أن ندرك أن الحياة قصيرة.

ـ مع كل سطر متطرف تخسر معتدلاً، ومع كل سطر منصف تخسر متطرفاً، ومع كل سطر جريء تخسر محافظاً، ومع كل سطر متردد تخسر جريئاً، ومع كل سطر تكتبه من غير التفكير في من ستخسره ستكسب نفسك.

ـ لكي تنجو في الحياة، اعرف عدوك جيداً، بُصّ في المراية.

ـ تذكر أن كل الفضائل رائعة ومهمة، ولكن فقط في وقتها، الجرأة في أوقات انعدام الرؤية حماقة قاتلة، والحكمة في وقت التحام الصفوف جبن عاجز، واليأس في وسط المعركة خيانة، والحياء في ليلة الدخلة عَبَط.

ـ إذا كنت قد تجاوزت الثلاثين من عمرك، لعلك لاحظت أننا نقضي الثلاثين سنة الأولى من عمرنا في اكتساب أصدقاء جدد وتوسيع شبكة علاقاتنا، لكننا لا نبدأ في الاستفادة من كل هذه الصداقات، إلا حين نبدأ في الثلاثين سنة التالية في خسارة أصدقائنا واحداً تلو الآخر، لينتهي ما يتبقى من العمر بأقل حمولة ممكنة من الأصدقاء، وهي التي كان يجب أن نكتفي بها منذ البداية، لولا أن حكمة الله اقتضت ألا تتحقق المعرفة إلا بالتجربة.

ـ قد أختلف معك لكني سأدفع حياتي ثمناً لمعرفة كيف يمكن لشخص في سنك وعقلك أن يصدق أنني يمكن أن أدفع حياتي ثمناً لكي تعبر عما تتصور أنه آراء؟

ـ إذا كنت غاضباً من الذين يتصورون إمكانية تلخيص العالم بكل تعقيداته وتركيبه في "بوست"، فدعني أذكرك أن هناك من يتصورون إمكانية تلخيصه في "كومنت".

ـ لا شيء يدوم في هذه الدنيا على حال، ولذلك في يوم من الأيام ستنسى كل شيء، إلا كم دفعت من مصاريف لمدارس وجامعات أبنائك، هذا وجع لن تنساه أبداً.

ـ لا تتعب نفسك يا عزيزي، لا أحد يهتم بالعدالة إلا حين يكون متهماً، ولا يطالب بالتثبت إلا حين يكون محلاً للشك.

ـ كلما تقدم الإنسان في العمر يزداد ارتياح ضميره، لأن ذاكرته تزدد ضعفاً.

ـ إذا كنت متأكداً من محبة أولادك لك من دون قيد ولا شرط، لن أقول لك أخرجهم من المدارس واطلب منهم البدء في العمل وكسب الرزق، لتتأكد من حقيقة مشاعرهم تجاهك، لا، لماذا نذهب بعيداً هكذا، لكي تتأكد من أكذوبة كهذه، ليس عليك سوى أن تسحب منهم الموبايلات ليوم، وستعرف عندها حقيقة محبتهم لك.

ـ بينما أنت تلهو، هناك بني آدم غتيت يجتهد لعكننة مزاجك بعبارات إنشائية تبدأ بكلمات "بينما أنت تلهو".

ـ كلما راودك الاعتقاد في أنك حين تكبر ستصبح أكثر حكمة وتعقلاً، استرجع شريط ذكرياتك مع جدك وجدتك، وسيختفي ذلك الاعتقاد فوراً.

ـ ليس هناك في الدنيا ما هو أجمل ولا أحلى ولا أروع من كلمة "بابا" حين لا تكون ملحقة بعبارة "عايزين نشتري".

ـ حين يستفزك رأي مندفع يكتبه صديق لك، لا تبدأ بالرد والتعليق قبل أن تسترجع شريط ذكرياتك معه، ستدرك حينها أن صديقك أتفه من أن تناقشه، وأجمل من أن تخسره.

(مع الاعتذار لسيد الكتابة العربية نجيب محفوظ وعمله الرائع أصداء السيرة الذاتية وشيخه الحكيم عبد ربه التائه).