المخاض الفلسطيني الصعب.. بالأرقام
المخاض الفلسطيني الصعب.. بالأرقامالمخاض الفلسطيني الصعب.. بالأرقام

المخاض الفلسطيني الصعب.. بالأرقام

أزيد من نصف الفلسطينيين (53 بالمئة) لا يعتقدون بأن انتخابات رئاسية وبرلمانية ستجري في أرضهم المحتلة والمحاصرة، ومع ذلك فإن قرابة ثلاثة أرباعهم (72 بالمئة) تريد إجراء هذه الانتخابات، وتريدها بشدة.. ثمة ضجر من البنى القائمة، ورغبة في التجديد والتشبيب، وأمل بالانتقال إلى وضع أفضل.

يظهر ذلك بوضوح في أمرين اثنين: الأول أن 70 بالمئة من الفلسطينيين ليسوا راضين عن أداء رئيس سلطتهم ومنظمتهم محمود عباس، وأن ثلاثة أرباعهم (73 بالمئة) تدعوه للاستقالة..

لا جديد مغايرا عن نتائج استطلاعات سابقة، يبدو أن قناعة الفلسطينيين بنهاية عهد أبو مازن سياسياً غير مرتبطة بحدث هنا أو تطور هناك، فالفوارق في أرقام الاستطلاعات المتكررة لا تذكر، وتدخل في هامش الخطأ والصواب الذي لا تنجو منه الاستطلاعات عادةً.

نتيجة أخرى تدل على مدى الضجر الذي يشعر به الفلسطينيون من شيخوخة قيادتهم وضعف أدائها، أن نسبة مشاركتهم في الانتخابات إن كان التنافس فيها محصوراً بين محمود عباس وإسماعيل هنية، لن تزيد على النصف إلا قليلاً (51 بالمئة)، وأن نتيجته ستكون محسومة لصالح الأخير، في حين ستقفز نسبة المشاركة بثلاث عشرة نقطة إلى (64 المئة) لو أن مروان البرغوثي دخل إلى مضمار المنافسة مع رئيس حركة حماس، فيما النتيجة محسومة لصالح الأول.

أكثر من نصف الفلسطينيين يرون أن اجتماع المجلس المركزي الأخير "غير شرعي"، وبرغم أنهم يؤيدون بنسب عالية قراراته بتعليق الاعتراف بإسرائيل (67 بالمئة)، ووقف العمل بالاتفاقات المبرمة والتنسيق الأمني (61 بالمئة)، إلا أن نسبة (59 بالمئة) منهم تعتقد أن اللجنة التنفيذية التي جرى تكليفها بتنفيذ هذه القرارات لن تفعل ذلك.

واللافت للانتباه أن التعيينات القيادية الأخيرة، والتي شملت مواقع أساسية في بنية النظام السياسي، لم تحظ بتأييد أكثر من ربع الفلسطينيين في أحسن الأحوال، 24 بالمئة فقط أيدوا اختيار روحي فتوح رئيساً للمجلس الوطني، و(26 بالمئة) أيدوا اختيار حسين الشيخ عضواً في اللجنة التنفيذية، و22 بالمئة فقط أيدوا اختيار كل من محمد مصطفى ورمزي رباح لعضوية اللجنة.. تلكم حقيقة تستبطن عمق الفجوة بين القيادة وقراراتها من جهة، والرأي العام الفلسطيني من جهة ثانية.

حركة حماس في المقابل يبدو أنها فقدت زخماً شعبياً استمدته من "انتفاضة القدس وسيفها" بعد مرور أقل من سنة على تلك المحطة، عشرة أشهر كانت كفيلة بتبديد المكاسب الإضافية التي سجلتها حماس على حساب فتح، اليوم تعود الأمور إلى ما كانت عليه من قبل، في الضفة وغزة على حد سواء.

الفلسطينيون في مهب تغييرات عميقة، نسبة وازنة منهم (58 بالمئة) لا تؤيد "حل الدولتين"، وذات الأغلبية أو أزيد قليلاً (60 بالمئة) ترى أنه حلٌ غير ممكن بعد تفشي سرطان الاستيطان، وثلث الفلسطينيين يؤيد حل الدولة الواحدة، نصف الفلسطينيين فقط (52 بالمئة) ما زالوا يعتقدون أن منظمة التحرير هي ممثلهم الشرعي الوحيد، ترتفع إلى (65 بالمئة) إن انضمت إليها حماس والجهاد..

(55 بالمئة) يرون أن السلطة باتت عبئاً على الشعب الفلسطيني، وثمة ازدياد واضح لنسبة مؤيدي خيار المقاومة المسلحة وعدم العودة للمفاوضات، لا مع تل أبيب ولا مع واشنطن.

الاستطلاع الأخير لمركز الدراسات والبحوث المسحية الفلسطينية يستبطن قدراً هائلاً من المعلومات التي تستجلي اتجاهات الرأي العام الفلسطيني ومواقفه حيال أهم القضايا والتحديات التي تعترضه، وهو يستوجب وقفة تفكير وتأمل، لا من السلطة وفتح فحسب، بل ومن حماس والفصائل الأخرى كذلك.

ولعل واحدا من أهم نتائج الاستطلاع أن ثلث الشعب الفلسطيني (33 بالمئة) بات يرى أن حركتي فتح وحماس غير جديرتين بقيادته، وتلكم رسالة من جيل الألفية أو جيل ما بعد أوسلو من الفلسطينيين على وجه الخصوص.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com