شبكة إرم تضيء شمعتها العاشرة
شبكة إرم تضيء شمعتها العاشرةشبكة إرم تضيء شمعتها العاشرة

شبكة إرم تضيء شمعتها العاشرة

ونحن نضيء اليوم الثامن عشر من مايو عام 2022، الشمعة العاشرة من عمر إرم، نستعيد ذلك السؤال الذي طرحناه على أنفسنا، ونحن نناقش الفكرة ونتهيأ لإطلاق التجربة..

يومها تساءلنا: هل يتسع الفضاء المزدحم بآلاف المواقع وقنوات التواصل لوافد جديد؟

كان السؤال افتراضيا من جنس العالم الافتراضي الذي كنا نستعد لدخوله، والذي لم نكن نعرف بعد كل أسراره، رغم معرفتنا، بطريق الوصول إليه، والتجول في الكثير من دروبه وجنباته.

وبكل ما حمل ذلك السؤال من توجس، وخوف، إلا أنه كان في الجوهر جزءا من جدلية مستمرة، بدأت مع محاولات الإنسان الأولى، لتطويع الطبيعة، وتواصلت مع كافة مراحل التطور الإنساني، التي لاتزال ترافقه من خلال القفزات المتلاحقة، التي تحققها ثورة الاتصالات كل حين.

هذه الجدلية، التي حسمت في العالم الواقعي، تثور مجددا في العالم الافتراضي، الذي ضاق على اتساعه، ليصبح قرية صغيرة تمور بالأحداث والتطورات، وتتصارع في جنباته الآراء والأفكار.

وكما هو متوقع، فإن السؤال الافتراضي يبدو محسوما بفعل التطور، الذي تشهده وسائل الاتصال الحديثة، التي تكاد تتجدد كل عام، جاعلة من بعض المخاوف، نكتة تندر بها، وحديثا نسلي به صغارنا، عندما نقارن بين ما عرفناه، من أجهزة، وبرامج كانت أعجوبة في زمنها، وبين ما في أيديهم اليوم، من وسائل ومعدات تتجاوز من حيث الإمكانيات، أو السرعة كل ما كنا نعتبره معجزة الزمان، وأعجوبة الإنسان، أو الخطوة الحاسمة التي تصل بنا إلى أسرار الكون.

في مثل هذا الجو المتحول باستمرار، كانت أي مبادرة إعلامية جديدة، غير محكومة بنوايا أصحابها ولا برؤيتهم فحسب، بل في القدرة على استيعاب، ومجاراة ما تفرزه التكنولوجيا الرقمية من معطيات وإمكانيات، وتوظيف هذه التكنولوجيا لتقديم محتوى جذاب ومقنع، قادر على حجز مكان له في هذا الفضاء، الذي يزداد اتساعا مع كل اكتشاف جديد، ومع كل اختراع حديث.

ضمن هذه الرؤية، لهذا العالم المتحول باستمرار، انطلقت إرم في مثل هذا اليوم قبل تسعة أعوام، إلى الفضاء الرقمي، وهي تأمل في أن تكون إضافة، لمن سبقها، ونموذجا لمن يلحق بها.

ومع الإيمان بأننا نعيش عصر المعلومات بكل تجلياته، ومع تقديرنا بأن الإمكانيات الهائلة، التي وفرتها التكنولوجيا الرقمية، قد جعلت المعلومات مشاعا يتناقله الجميع، لا عبر وسائل الإعلام فقط، بل من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، فإن أولوية الوصول إلى المعلومة والسبق في نشرها - على أهمية هذا الجانب-، لن يكون المعيار الوحيد الذي تتبناه إرم لبناء علاقة تفاعلية مع قرائها، وإقامة جسور من الثقة والتواصل معهم..

فالمعلومة المجردة قد لا تكون مجدية في عصر تقدم فيه المعلومات بأكثر من شكل وأكثر من زاوية، وهو ما يعني أن المعلومة قد لاتكون دقيقة مهما كانت واضحة، ولا أمينة مهما كانت الشواهد عليها كثيرة، والمؤشرات الدالة عليها عديدة..

لا بد من مراجعة كل معلومة وتحليلها والإحاطة بالجوانب المختلفة لها وتلمس خلفياتها وأبعادها، و هو ما حرصت عليه إرم في كل أبوابها وزواياها.

ولأن الهوية الإعلامية لأي موقع صحفي تعتمد على قدرة هذا الموقع، على تقديم المحتوى الخاص الذي يميزه عن المواقع الأخرى، فقد عملنا على بناء شبكة من المراسلين الذي يتابعون ميدانيا نبض الشارع العربي، وينقلون بالصوت والصورة والتعليق والحوار كل ما يدور فيه من أحداث وتطورات..

وفي سعينا هذا، لا ندّعي أننا سنعمل على امتلاك الحقيقة، أو احتكارها، أو حتى النجاح في الوصول لمختلف تفاصيلها، بل إن جل ما سعينا إليه هو الاقتراب منها والإضاءة على جوانبها المختلفة، تاركين المجال للمتلقي ليشكل الصورة التي تعطيه الثقة، وتبعث في نفسة الاطمئنان..

الحقيقة في نهاية المطاف ليست ملكا لأحد بعينه، فهي كما القوانين الطبيعية لها وجود مستقل، ومحايد، عن الأشخاص والسياسات، وما يقدم على أنه الحقيقة، ما هو إلا محاولات اقتراب منها، وتفسير لها، يتبدل بتبدل المكان، ويتغير بتغير الزمان.

وكان اختيار اسم الموقع بحد ذاته من القضايا التي توقفنا عندها طويلا؛ فالاسم المعبر لم يعد أمرا سهلا في ظل هذه الأعداد المتزايدة من المواقع والمدونات.. وجاء اختيار اسم إرم في النهاية محصلة لتفاعل آراء أخذت بعين الاعتبار الموروث الديني، والمدلول الحضاري، للكلمة، فضلاً عن الجماليات الفنية، والإيقاع الموسيقي الذي تحمله..

وركزت منظومة إدارة المحتوى أيضاً على التفاعل مع الشبكات الاجتماعية التي باتت جزءا أصيلاً من العملية الإعلامية الكونية، ومن خلال ذلك حاولنا تكريس مجتمع افتراضي لإرم قائم على ترك مجال للقارئ للتعبير عن رأيه وتسجيل ردة فعله بسهولة، حيث يتمكن المتصفح من الدخول للموقع، من خلال حساباته على الشبكات الاجتماعية، والخدمات البريدية..

ولعل من أكثر ما تتميز به إرم، آلية الوصول إلى الخبر، أو المقال، أو المعلومة؛ فمن خلال ضغطة واحدة ينتقل المتصفح، تلقائيا إلى المادة التي لفتت انتباهه، أو كانت مثارا لإعجابه.

ولأننا نعيش عصر الصورة، بأقصى تجلياتها، وأشكالها الثابتة، والمتحركة، فإن إرم وضعت في الاعتبار، أن تكون الصورة مكونا أساسيا، من كل خبر، أو موضوع، فضلاً عن توفير خدمة الفيديو والصوت كجزء أصيل يتكامل مع باقي مكونات الموقع.

إننا ونحن نحتفل مع قرائنا ومتابعينا بعصارة الجهد الذي مضت عليه تسع سنوات، نؤكد أن الكمال غاية صعبة المنال، وأن المجال يتسع على الدوام للتحسين والتطوير والحذف والإضافة، مستندين في هذا إلى تفاعلنا مع القراء والأصدقاء الذين نأمل ألا يبخلوا علينا بالنصيحة التي تُقوّم الاعوجاج، إن وجدوه، وتعين على التطوير والتمكين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com