كما ترى الله يراك.. وكما ترى نفسك يراك الناس
كما ترى الله يراك.. وكما ترى نفسك يراك الناسكما ترى الله يراك.. وكما ترى نفسك يراك الناس

كما ترى الله يراك.. وكما ترى نفسك يراك الناس

محمد سناجلة

بعض الناس يعيش الحياة في وادي الخوف...تراه دائما مترددا، خائفا، لا يثق بأحد وقبل ذلك لا يثق بنفسه ولا قدراته، طاقته الإيجابية تقترب من الصفر وطاقته السلبية في أعلى مؤشراتها... هو لا يعيش ولا يحيا ولكن يراقب الحياة ومن يعيشونها من بعيد، ويتحسر على نفسه وحظه العاثر في الدنيا!

كل شيء عنده مرعب وحرام وعيب ولا يجوز، ولا يرى في الله إلا المنتقم الجبار العزيز المتكبر المتعال... يتبع التعاليم بالحرف والمسطرة، وإن سألته كيف ولماذا لا يحير جوابا، ولكنه يذكرك بجهنم الحمراء وعقاربها وأفاعيها ووديان الويل والثبور فيها.

لا يعرف أن الله رحيم حليم غفور محب عاشق كريم رؤوف عطوف وسعت رحمته كل شيء حتى الكافر به، فتراه يرزقه ويعطيه وينعم عليه وحتى يغفر له بنص قوله تعالى: "إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم" وهذه الرحمة وسعت كل شيء وكل كائن مهما كان وأنى كان.

دائما أردد أن ربي هو الكريم، وحين أدعو الله أقول يا كريم، ولم يبخل علي الله يوما فأنا لا أرى في الله بعبعا مرعبا كما يراه ذاك المتشائم الجبان، بل أراه أكرم الأكرمين...ربي هو الكريم وكفى.

تذكر دائما أن الله هو في قلبك وليس في أي مكان آخر، وكما تراه في قلبك وكما تفكر فيه يكون لك.. إن كان ربك جبارا منتقما مذلا فسيكون لك كذلك ولن ترى فيه شيئا غير هذا ولن تجد منه إلا هذا أيضا. وإن رأيته كريما حليما غفورا رؤوفا محبا فسيكون لك كذلك أيضا... الله ليس في مسجد ولا في كنيسة ولا في معبد..الله في قلبك وكما تراه يراك.

نفس الشيء ينطبق على الحياة والبشر...

إن كنت ترى نفسك صغيرا ضئيلا بلا قوة ولا حيلة، ومسكينا يستحق الشفقة فهذا بالضبط ما سيراه الناس بك... ستكون بعيونهم صغيرا وضئيلا ومسكينا، ولن يعبّروك بشيء، تماما كما الحياة التي لن تنظر لك وستعيش فيها على الهامش وأقصى ما يمكنك أن تحلم به هو أن يشفق الناس عليك لأنك لا ترى في نفسك أكثر من كائن بائس يستحق الشفقة.

والعكس تماما صحيح...

إن رأيت نفسك قويا وكبيرا وقادرا، وقدراتك بلا حد ونفسك تتأجج بالرغبة والطاقة، فسينظر لك الناس كذلك، ستكون بعيونهم كبيرا وقويا وشخصا يعتمد عليه وسيأتي كل من هو أقل منك ليعيش في ظلك...الحياة ستكرمك وتعطيك ولن تبخل عليك بشيء لأنك قوي كريم معطاء وقادر على الفعل والإنجاز.

والله لم أرغب في شيء ولم أسع لشيء في حياتي إلا وحققته وحصلت عليه مهما بدا صعبا مستحيل المنال...لا شيء مستحيل أيها المتشائم البائس..كل شيء ممكن وبينك وبين ما تحلم به ليس أكثر من أن تريد، ثم قل كن فيكون...

الله..الحياة..البشر..كلها أشياء ليست في الخارج أبدا.. كلها في أعماقك..أنت الكون....

-------------

Facebook: /mohammad.sanajleh

Twitter: @sanajleh

Email: m.sanajleh@eremnews.com

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com