جنبلاط بدأ الإستدارة: لا حكومة بلا حزب الله
جنبلاط بدأ الإستدارة: لا حكومة بلا حزب اللهجنبلاط بدأ الإستدارة: لا حكومة بلا حزب الله

جنبلاط بدأ الإستدارة: لا حكومة بلا حزب الله

فتح التحول في مواقف النائب وليد جنبلاط أبواب التكهنات أمام قوى الرابع عشر من آذار، وذلك عندما شعرت هذه القوى بتودده لحزب الله إلى درجة أن الحديث يدور حاليا عن علاقة جيدة جدا بين "المختارة" و "الضاحية الجنوبية"، وهي علاقة ستدفع جنبلاط مستقبلا إلى عدم القبول بأي حكومة إذا لم تضم حزب الله.

طبيعي أن هذا التحول في مواقف جنبلاط لم يأت من فراغ، بل جاء إنطلاقا من قناعة حول ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي في لبنان، خصوصا في ظل التغييرات الإقليمية، وتحديدا في سوريا، حيث بدأ الجيش النظامي بتحقيق انجازات ميدانية بارزة مع انكفاء الحديث عن ضربة عسكرية ضد سوريا، وفي ضوء التأكد من أن هناك تسوية روسية أمريكية حولها.

كل هذه التغييرات إضافة إلى عدم التأكد من رحيل الرئيس السوري بشار الأسد دفعت جنبلاط إلى الإنقلاب تدريجيا على حلفائه في لبنان والبحث عن موقع يحقق له مكتسبات سياسية.

ويشير متابعون إلى أن التحولات في مواقف "بيك المختارة" ليست وليدة لحظتها وإنما حصلت تدريجيا، وقد لمست بداية من خلال الاختلاف في المواقف بين جنبلاط و "14 اذار"،تحديدا تيار المستقبل، من جملة أحداث ألمّت بلبنان مؤخرا كتفجيرات الضاحية الجنوبية وتفجيرات طرابلس حيث رأى زعيم التقدمي الإشتراكي في حينها أن إسرائيل هي التي تفجر في لبنان، وكان ذلك عكس توجهات تيار المستقبل، الذي أراد أن يحصر الاتهام بسوريا وحزب الله.

في المرحلة الحالية لا تبدو العلاقة بين جنبلاط و"تيار المستقبل" في أحسن أحوالها، بل على العكس تماما، فبحسب مصادر في الحزب التقدمي الإشتراكي، إن للزعيم الدرزي توجهات تصب في مصلحة حكومة جامعة تضم في صفوفها كل الفرقاء السياسيين حتى تستطيع أن تحكم وتستمر وذلك استنادا إلى التجارب السابقة التي أثبتت بأن استبعاد أي طرف أساسي في البلد من الحكومة معناه انتحار الحكومة قبل ولادتها.وهذا كله يناقض توجهات تيار المستقبل،المصر مع حلفائه، على تشكيل حكومة أمر واقع تفرض على الجميع في لبنان.

استنادا إلى ما تقدم يمكن الجزم بأن جنبلاط لن يحتاج إلى وقت طويل لتحقيق استدارته الكبرى وذلك على اعتبار أن الرجل يقرأ المتغيرات جيدا. وبما أن تبديل المواقع والمواقف كشربة الماء بالنسبة لـ "بيك المختارة" فإننا قد لا ننتظر طويلا حتى نرى جنبلاط في الضاحية الجنوبية ملتقيا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وباحثا معه الأوضاع ومادحا له على دوره "المهم" في الأزمة السورية ومثمنا لمواقفه الداخلية من كل الملفات، مشددا بشكل لا يقبل الشك بأن أي حكومة لا يكون حزب الله أحد أهم دعائمها، ستكون محكومة بالسقوط والفشل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com