الإمارات بوّابة للتعاون المتوسّطي
الإمارات بوّابة للتعاون المتوسّطيالإمارات بوّابة للتعاون المتوسّطي

الإمارات بوّابة للتعاون المتوسّطي

الاهتمام بمنطقة جنوب المتوسّط دور تضطلع به إيطاليا بشكل خاص كونها دولة متوسطية بامتياز، في حين تجنح دول الاتحاد الأوروبي بمعظم مؤسساته الى الحوض الشرقي حيث الحزام حول روسيا ومصالح الغاز والنزاع حول النفوذ السياسي.



ولعلّ أهميّة المنتدى المتوسطي الخليجي الأوّل الذي انعقد هذا الأسبوع في كاليري- سردينيا قد أبرز الدّور الخليجي عموما والإماراتي خصوصا في دفع الدول الأوروبية الى الاهتمام بدول جنوب المتوسّط من بوابتي مكافحة الإرهاب والاستثمار.


المنتدى الذي استقطب شخصيات هامّة ومراكز بحوث ودراسات لوحظ فيه الإهتمام الغربي بدور تلعبه الإمارات وخصوصا مع قدوم سفيرها الجديد في كاليري صقر ناصر الريسي وحضور القيادي الفلسطيني القاطن في الإمارات حاليا محمّد دحلان.


لم يخف الأوروبيون توجهاتهم فأضاؤوا على أهمية المتوسط وعلى أنّ ربع التجارة العالمية تمرّ عبر المتوسّط وبأن جنوب المتوسط يضمّ 300 مليون نسمة، وتلعب الإمارات وعاصمتها أبو ظبي دورا رياديّا في الإستثمار في القارّة الأوروبيّة برمّتها


ما يشير الى وجود فرص عدّة يمكن استثمارها بين المتوسط وإيطاليا بريادة خليجية.


رئيس منطقة سردينيا فرانشيسكو بلياريو أشار الى أن الثقة المتبادلة هي مفتاح النجاح في هذا التعاون الثنائي، ولفت الى أهمية النظر الى ما يحدث في جنوب المتوسط: فقد جمع الشعب المصري جمع 7 مليار يورو للقيام بمشروع قناة السويس الذي يربط الشمال بالجنوب، وهذا دليل واضح عن أهمية الشعور الوطني حين يكون دافعا للقيام بالتنمية. وإذا كان التعاون الإستثماري والمالي محطّ اهتمام الإيطاليين، فإن هؤلاء سمعوا بدورهم رسائل مهمّة جدّا من نظرائهم في الإمارات، ولعلّ الورقة التي قدّمها محمّد دحلان دقّت ناقوس الخطر حول مخاطر التساهل مع الإرهاب ومع الدّول الراعية له ومسايرتها بسبب المصالح الدولية المتداخلة.


كان دحلان منتقدا لطريقة الأداء والتّعاون:

كان ثمة إرهابيين تطالب بهم مصر في ما رفضت بريطانيا تسليمهم معتبرة أنهم ليسوا بإرهابيين، وخلص الى القول: إنّ من حافظ على ظاهرة الإرهاب هي بعض الدول القصيرة النظر التي لها مصالح قصيرة النظر في محاولة لفرض أجندة سياسية على دول أخرى.


ولم يتردد دحلان من الإشارة أمام الحضور الأوروبي الى أن بعض الدّول لا تتعامل بشكل جدي مع الدول الراعية للإرهاب، وقال: تتعامل دول الاتحاد الأوروبي مع هذه الدول بشكل طيب ومتسامح وبالتالي إن تضارب المصالح الاقتصادية كانت سببا في تنامي هذه الظاهرة.


بالمختصر فإنّ تفعيل منتديات مماثلة سيكون له دور كبير في سدّ الفجوة التي سببها فشل الاتحاد من أجل المتوسط الذي ابتدعه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي والذي يبقى عاطلا عن العمل، وقد أشار الى ذلك بصراحة ايضا المنسق السابق لدى الاتحاد السفير الدكتور أحمد مساعدة الذي شدّد على أنّ مواجهة الإرهاب لا تكون فقط بالسّبل العسكرية بل تحتاج الى تعاون سياسي إقليمي دولي، ونأسف على وضع الاتحاد من أجل المتوسط الذي كاد ليكون علامة فارقة في التعاون لكنه لم ينجز أية مشاريع مشتركة قادرة على مكافحة التطرف.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com