رجال مبارك أخطر على السيسي من الإخوان
رجال مبارك أخطر على السيسي من الإخوانرجال مبارك أخطر على السيسي من الإخوان

رجال مبارك أخطر على السيسي من الإخوان

الإخوان يتساقطون في غيهم، و يترنحون، ويتخبطون، هذا هو الواقع والمصير، لن تدوم لهم جنة الدوحة أو منافي أردوغان، ولن يهنأوا بفراش أميركا المخملي، ولن تنفعهم وثيقة لندن التي وقعوها مع داعش برعاية قطرية تركية صهيونية.

هذه هي حقائق الواقع التي تجعلهم ينقلبون على بعضهم البعض كل يوم، والدليل ما ذكره مؤخراً أحد رموزهم الهارب عمرو دراج وزير التخطيط في حكم مرسي، الذي أعلنها صريحة وهاجموه من كل فج إخواني.

قال، على الإخوان ترك السياسة والتفرغ للدعوة، وهي حيلة تاريخية مكررة، يطلقها الإخوان بعد كل أزمة وإبان كل تضييق وملاحقة، فعلوها في ستينيات عبد الناصر، وما أدراك ما الستينيات على رأي مرسي، نفس الصيحة أطلقها الإخوان بعد مقتل السادات والدخول في الجحور مؤقتا حتى دخلوا الحياة السياسية بصفقات متوالية مع برلمانات مبارك، والآن يعيدون  الكرّة من أجل تجميع قوتهم المنفرطة في الداخل المصري وبعد الرفض الشعبي الذي يحدث لأول مرة تجاههم في الشارع بصورة غير مسبوقة.

إذا هم ومن باب مبدأ التقية يعلنون فرادى أنهم يريدون العودة للدعوة والبعد عن السياسة، وهذا لن يحدث عمليا؛ لأن الهاربين في المنافي يمثلون ألوان طيف متباينة، والتنظيم الدولي ومجلس شورى الإخوان لن يسمحا بذلك لأنهم سيفقدون شماعة الجهاد الثوري ضد الانقلاب كما يرددون، ويفقدون التمويل من تركيا وقطر مع دعم واشنطن وإسرائيل، والأخيرة تدعم وجودهم في أميركا كورقة بديلة لداعش لتنفيذ المخطط الأزلي الأبدي، وهو تفتيت المنطقة لصالح إسرائيل الكبرى، وهو ما أقره  أبو مازن في أكثر من لقاء بأن إسرائيل تدعم  الإخوان ووعدتهم بدعم  دولة خلافة في سيناء لتحويل حلم إسرائيل من النيل للفرات، هذا الحلم الذي أجهضه المصريون في 30 يونيو وتفويضهم للسيسي.

كل ماسبق تؤكده الوثائق والشواهد كل يوم وليس نجاح السيسي في ضربهم إلا بظهير شعبي قوي يتأكد كل يوم، وهو ما يجعلنا نوقن أن الإخوان لم يعودوا يمثلون خطراً على نظام السيسي، لكن ما يمثل الخطر الحقيقي هم رجال مبارك الذين عادوا للمشهد بكل قوة، وتسللوا في ليل إلى نخاع النظام عبر الضغط الاقتصادي واللعب في الفرصة والسوق السوداء وصفقات الاستيراد للسلع الإستراتيجية.

نعم، للإخوان دور معلوم في شيطنة الدولار مقابل الجنيه وعبر عصابات العملة في الداخل والخارج، لكن تأثيرهم هامشي، والدور الأكبر يقوم به رجال أعمال تربوا في عصر مبارك، وسيطروا على السوق، واحتكروا الاستيراد، مثل: سماسرة القمح ومحتكري صناعة الحديد والمواد الخام اللازمة للصناعة.

هؤلاء مارسوا ضغوطاً قاسيةً على الحكومة، وللأسف رضخت لهم، فأصدرت حكومة شريف إسماعيل قرارا ت تدلل هذه المافيا مثل: خفض سعر الغاز الذي تستورده الحكومة بسعر وتبيعه لهم بسعر أقل، والهدف المعلن هو تشغيل هذه المصانع حتى لايغلقوها كما يرددون زورا، وماحدث أن سعر الحديد زاد بنسبة 20% وربح أحمد عز رجل مبارك الوفي ملايين على حساب المواطن البسيط، الذي يشعر بالغبن والغليان؛ لأن كل الأسعار ارتفعت، وتحمل المواطنون فوق طاقتهم، وصار رجل الشارع يسأل هل تعمل الحكومة لصالح رجال أعمال مبارك ؟.

على الجانب الآخر فتحت الحكومة باب التصالح مع الهاربين من عصابة فساد مبارك، وقدرت فاتورة التصالح بـ110مليار ات جنيه، وأول الذين أعلنوا التصالح حسين سالم صديق مبارك ورجل الغاز الذي منحه لإسرائيل بأبخس ثمن، وكوّن ثروة تقدر بأربعين مليار جنيه، وهاهو يعلن أنه اتفق مع جهاز الكسب على دفع أقل من  خمسة مليارت فقط.

وهنا الشارع يسأل هل المدفوع يمثل قسمة العدل؟ وإذا كانت الحكومة تتلقف أية مبالغ لسد العجز، وتعمل بالمثل الشعبي (اللي ييجي من وشهم أحسن من ما فيش) لكن أين المحاكمة السياسية على ما اقترفوه من جرائم إهدار لمقدرات الشعب وإضاعة فرص الأغلبية الكاسحة من المصريين في العيش الكريم.

الإخوان متآمرون على الدولة المصرية، ومؤامراتهم مفضوحة بالتاريخ والواقع، لكن يظل الأخطر في الإخوان هو لوبي المصالح من عصابة فساد مبارك، وهؤلاء لايشبعون ولا يستسلمون، والحل أن يعي نظام السيسي درس الماضي، ويضرب بيد من حديد زواج الثروة بالسلطة، لأنه كعب أخيل الذي يهزم أي نظام.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com