عاصفة السوشيال ميديا
عاصفة السوشيال ميدياعاصفة السوشيال ميديا

عاصفة السوشيال ميديا

أحمد مصطفى

على مدى يومين خلال الأسبوع الماضي، ضربت عاصفة ماطرة الإمارات وتسببت في أضرار هنا وهناك وتعطيل حركة السير في بعض المناطق المتفرقة لفترات وجيزة. ورغم أن توقعات الطقس حذرت قبلها بأيام من منخفض جوي على منطقة الخليج إلا أن أغلب الناس بدوا وكأنهم فوجئوا بالعاصفة والأمطار.

ومع أن الأجهزة المعنية، من دفاع مدني وسلامة وطرق وغيرها، كانت مستعدة ـ والنتيجة أن الأضرار كانت في حدها الأدنى قياسا على ما يحدث في دول متقدمة أكثر استعدادا للمطر والعواصف ـ إلا أن بعض التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) كانت سلبية وخارج السياق.

صحيح أن العاصفة والأمطار الغزيرة، خاصة يوم الأربعاء، عطلت حركة السير قليلا بين دبي وأبوظبي وفي مناطق أخرى قليلة متفرقة وأدت الرياح العاتية إلى سقوط بعض الأشجار لكن لم تكن هناك أضرار تذكر ولا ضحايا اطلاقا.

وبدا وأن كأن كل شيء تعطل إلا الهواتف الذكية والسوشيال ميديا (رغم أننا ذهبنا لأعمالنا ولم تتعطل أي من المصالح في الدولة باستثناء اغلاق مدارس أبو ظبي كإجراء احترازي لسلامة التلاميذ) وانتشرت تعليقات سلبية لا يدري المرء كيف لمن اطلقوها أن يكونوا غير هؤلاء الذين تحمل نفوسهم حقدا على هذا البلد مثل تنظيم الإخوان وغيره.

طبيعي أن يحبط الناس لتعطلهم على طريق حتى تتمكن فرق الدفاع المدني من إزالة المياه وضمان سلامة الطريق. وربما أيضا لأن شجرة وقعت على طريق فأصبح غير مستخدم لفترة وجيزة لكنها اضطرت مستخدم له لسلوك طريق أطول. لكن كل ذلك لا يبرر أن "يشمت" أحد فيما تخلفه مثل هذه الكوارث الطبيعية.

يظن البعض على السوشيال ميديا أنهم يكسبون مسابقة "خفة ظل" ببعض التعليقات الساخرة المرة، دون مراعاة لأن ذلك قد ينعكس هما "وثقل دم" عند من يتابعون تعليقاتهم.

ولا تحتاج الإمارات (ولا غيرها في هذا السياق، فتلك العواصف والفيضانات تضرب سلطنة عمان بوتيرة أكبر وتكرار أكثر ولا يسخر أحد من كفاءتها وقدرتها على التعامل معها) إلى أي تفسير، خاصة وأن كفاءة أجهزتها مضرب المثل ـ ويعرف من يعيش في بلدان من ثقافتها المطر الغزير والعواصف الرعدية كيف يمكن أن تغرق تلك البلاد على تقدمها وغناها أحيانا "في شبر ميه".

تلك التعليقات على قلتها وسخافتها تشير إلى بعض أمراض "السوشيال ميديا" التي تجعل بعض البشر "يخرجون اسوأ ما فيهم".

في يوم العاصفة والمطر ذهبنا للعمل، بل وانفذنا برنامجا تطلب سفرا طويلا في عرض البلاد ـ ربما بعض التأخير، لكن كل شيء سار كما هو مخطط له. ونظر كثيرون للمطر على أنه خير منحته السماء لهذه البلاد، وإذا وقعت شجرة فأبناؤها سيغرسون عشرة غيرها ترويها مياه أـمطار أخرى رغم أنف "عاصفة السوشيال ميديا".

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com