لماذا ترامب؟
لماذا ترامب؟لماذا ترامب؟

لماذا ترامب؟

أحمد مصطفى

قد يكون من المبكر توقع من سيفوز بترشيح الحزبين الأمريكيين، الجمهوري والديموقراطي، لانتخابات الرئاسة نهاية هذا العام. لكن الواضح أن ملياردير التطوير العقاري دونالد ترامب يقود السباق للترشح عن الجمهوريين بينما تقود زوجة الرئيس السابق ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون السباق للترشح عن الديموقراطيين.

وبما أني لست خبيرا في السياسة الانتخابية الأمريكية، فما يلي مجرد آراء انطباعية واستنتاجات إعلامية لا يمكن تمحيصها "أكاديميا" ولا مضاهاتها بتعليقات "الخبراء" و"المحللين".

أتصور، ببساطة، أن كلينتون وترامب يتقدمان على منافسيهما في الترشح باسم الحزبين لسبب له علاقة بالمزاج الأمريكي العام.

فالبلد الذي انتخب رئيسا "أسود" للمرة الأولى هو باراك أوباما، وأعاد انتخابه في فترة ثانية يريد الحفاظ على "أفعل التفضيل" هذا: أول رئيس من اصل إفريقي، أول امرأة في الرئاسة، أول رئيس سليط اللسان ... وهكذا.

وبمنطق المزاج الشعبي العام تبدو كلينتون الأكثر ترجيحا في حال تنافسها مع ترامب في انتخابات نوفمبر القادم.

ولا يدهشنا أن الأمريكيين، مثلهم مثل بقية شعوب الأرض، يفكرون بطريقة بسيطة: فالسيدة هيلاري كانت زوجة رئيس، فعاشت في البيت الأبيض واطلعت على دهاليز الحكم كما أنها عملت وزيرة في إدارة أوباما وخبرت كيف تدار عجلة البيروقراطية الحكومية.

ومن هنا، ربما يفكر الناس العاديون بطريقة "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش" وكذلك نختار من نعتقد أنه مطلع على الأمر بدلا من التجريب وأن نأتي بمن "يتعلم البيطرة في حمير النور" (أو كما يقول المصريون: يتعلم الزيانة في روس اليتامى).

أما ترامب، فلعله يشعل حماس الأمريكيين العاديين أكثر مما نقرأ أو نسمع من تعليقات وتحليلات السياسيين والمفكرين. فطريقة ترامب الفجة تناسب إلى حد كبير "المزاج" العام للأمريكي العادي.

واندفاعه قبل استعمال عقله، وبعده عن "اتقاء الشبهات" سياسيا، يقابل بحماس جماهيري أمريكي يراه معبرا عن روح المغامرة التي تميز "الحلم الأمريكي".

بل يمكن أن يذهب المرء إلى ما هو أبع من ذلك بأن ترامب يمثل "ثورة" على القيم والتقاليد التقليدية تشابه ما يحدث في دول شعوب أخرى تشهد أجيالا يصل تمردها إلى حد التجاوز المعيب للقيم والتقاليد بحجة الحداثة والتطور.

لعلنا لاحظنا، على سبيل المثال، تغير اللغة والأخلاق بين طبقة الأثرياء في مصر في العقدين الأخيرين وكيف أصبحت البذاءة والتجاوز علامة من علامات الصعود المادي.

تلك عوامل احتمال منافسة المرشحين، لكن يبقى في الأخير أن "مزاج" الشعب العام أيضا يميل إلى ألا يبقى حزب أكثر من فترتين في الحكم وهذا ما قد يرجح كفة ترامب الجمهوري على كلينتون الديموقراطية.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com