باعتراف أعدائنا
باعتراف أعدائناباعتراف أعدائنا

باعتراف أعدائنا

يوسف ضمرة

"نعم، لدينا دواعش"

هذا ما كتبته صحيفة هآريتس الإسرائيلية، المصنفة يسارا!

ويتضح من صياغة المقال أن الصحافي"جدعون ليفي" هو كاتبه، حيث يتطرق فيه إلى مقولة"شعب الله المختار" التي لطالما يرددها، وكأنها مفتاح الجنة في أيدي دواعش الكيان الصهيوني.

هؤلاء كما يقول المقال، يرفضون العرب، ويعاملونهم بكراهية، ويقتلونهم حتى بلا سبب، مدّعين أنهم ينفذون مشيئة رب اليهود"يهوه".. إن هذا تماما هو ما قاله ليفي في محاضرته الشهيرة أمام اللوبي اليهودي في امريكا.

لقد قلنا من قبل إن هذه المعتقدات موجودة في توراتهم التي يعتمدونها اليوم. وقلنا إن هذه التوراة تصف "يهوه" برب الجنود، والمحب لرائحة الشواء، والذي كان يسير كسحابة من نار أمام اليهود، يرعب أعداءهم ويفتك بهم. ولهذا أوصى يوشع بن نون تلميذ موسى ـ كما تقول التوراة ـ جنوده بإحراق البشر والشجر والحجر في أريحا عند دخولها. وهو ما فعلوه، ولم يبقوا إلا على البغيّ"راحاب" التي آوت الجاسوسين اليهوديين قبل اقتحام أريحا.

بالطبع، لم تكن هنالك أسوار ولا حرائق كما أثبتت عالمة آثار كندية من سنوات خلت، ما يعني أن هذا الكلام مختلق، وكُتب بأثر رجعي بعد السبي البابلي حيث كتبت التوراة. فقد وجد اليهود في السبي أنفسهم بين أناس لهم تواريخ مقدسة، ولهم تعاليم دينية وشرائع وفرائض، بينما هم كما تقول معظم المصادر لم يكونوا أكثر من قبائل قاطعة طرق، يتجولون ما بين الأردن جنوبا وفلسطين والجزيرة العربية.

هذا الكلام ليس أكثر من استطراد، فقط لأن مقال هآريتس يتحدث عن التوراة ورب الجنود!

لكن حقيقة نشر مقال كهذا في هذا التوقيت، يشير إلى أن الكيان الصهيوني معني بمحاربة داعش الإسلامية، لأن أصل داعش موجود في الإسلام واليهودية. ونجاح داعش في المنطقة، يعني بروز داعش اليهودية وقيامها بما تفكر به وما تؤمن به، وهو في النهاية ضد دولة إسرائيل!

هل تريد إسرائيل القول إنها ستشارك التحالف الأمريكي الحرب على داعش في سوريا ؟ ربما. هل تريد القول إن "حماس" حاضنة اجتماعية وعقائدية لداعش؟ ربما. هل تريد القول إن فلسطينيي الدولة العبرية يشكلون خطرا مستقبليا على وجود هذه الدولة؟ ربما

فما هي الحلول إذاً؟ لا حلول سوى ما تقترحه المؤسسة العسكرية الصهيونية ومفكري الدولة اليهودية، وهو حل وحيد يمكن اختصاره بالتخلص من الفلسطينيين من كامل فلسطين.

ليست هذه هي المرة الأولى التي نتطرق فيها إلى موضوع توطين الفلسطينيين. ولكنها المرة الأولى التي ينبغي لنا تأكيد المقولة. فكل التطورات من حولنا تشير إلى نتيجة كهذه.

لم يعد سرا أن العداء بين الكيان الصهيوني والدول العربية أصبح تاريخا، سواء كان مدونا أم مرويّا. وكلام نتنياهو قبل أيام قليلة عن وجود علاقات مع الدول العربية، ليس مفاجئا، وإن أشار إلى سرية بعض هذه العلاقات، لأن الظروف السياسية لم تنضج تماما بعدُ لإشهارها.

ماذا يعني هذا؟ إنه باختصار فتح الأبواب أمام الفلسطينيين للهجرة، مع مزيد من التضييق عليهم في شؤون حياتهم اليومية، ومع مزيد من القمع ومعاملة"شعب الله المختار" لمن هو أدنى!!!

لن تمانع الدول العربية في توطين الفلسطينيين. بل يبدو لها أن لا حل لقضية اللاجئين سوى هذا التوطين. المطلوب فقط هو خلق بيئة سياسية وديموغرافية تتقبل الأمر، وهو ما يبدو سائرا على قدم وساق، بعد أن تمكن الإعلام الغربي والعربي منم خلق بدائل للعدو الصهيوني، أصبح معها هذا العدو أمرا واقعا، وربما مستحبا إن أردنا الإيغال في التشاؤم!

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com