إيه اللي جرالك يا مصر؟؟؟؟
إيه اللي جرالك يا مصر؟؟؟؟إيه اللي جرالك يا مصر؟؟؟؟

إيه اللي جرالك يا مصر؟؟؟؟

شوقي عبدالخالق

حالة غريبة يعيشها المجتمع المصري حالياً، في ظل وجود كم غير طبيعي من الإضرابات والاعتصامات والغضب في كل ربوع المحروسة، وبات كل فصيل في المجتمع، رافضًا لكل ماهو حوله، وسط تجاهل وتراخي من الدولة في التعامل السريع والحاسم مع كل هذه الأحداث التي تؤثر يومياً على حياة المواطن البسيط ومتطلباته اليومية، وهو ما ينعكس سلباً على الاقتصاد المحلي (المنهار أصلاً)، والذي يبذل الرئيس عبدالفتاح السيسي جهوداً غير عادية، لإعادة الروح إليه من جديد، ولكن كل مجهوداته أصبحت تتطاير في الهواء، نتيجة ما يحدث في المجتمع من احتجاجات بالجملة وإضرابات واعتصامات لا تجيد الحكومة الحالية التعامل معها بالشكل الأمثل، على الأقل من ناحية التوقيت، الذي نسعى جميعاً لنسابقه، لبناء الوطن من جديد.

فالأطباء غاضبون والمحامون في البحيرة وكفر الشيخ مضربون عن العمل ومعتصمون وأهالى الصعيد ثائرون، وشعب بورسعيد يصرخون، والعاملون فى مجال السياحة يستغيثون، والشباب منقسمون، والبسطاء فى مواجهة الغلاء حائرون، فالجميع أصبح يرفض كل ماحوله ونتحدث عن بناء الدولة ومصر الحديثة، فإذا كانت هذه هي مصر الحديثة، فعلينا سريعًا أن نعود إلى مصر التي نعرفها، وشعبها الطيب الذي يرفض الظلم ويقهره، وهو يسير بوطنه للأمام، أما ما يحدث حاليًا يجعلنا نشعر بأننا في وطن يسعى كل من فيه، لهدم كل أمل وحلم وتحرك نحو بناء دولة جديدة، يداً واحدة، وهي المقولة التي دائماً ما يكررها الرئيس عبدالفتاح السيسي في كل خطاباته، أنه لن يفعل شيئاً وحده، بدون الشعب من خلفه، صفاً واحداً.

أى شعب تتحدث عنه يا سيادة الرئيس؟؟ هذا الشعب المنقسم على نفسه، ويعيش وينمو على الإضرابات والاحتجاجات اليومية، حتى أصبح الأمر منهجًا وأسلوب حياة لكل فئاته، أم أن الرئيس يتحدث عن مصر الحقيقية وشعبها الحقيقي الطيب الذي صبر سنوات طويلة حبًا في وطنه وعندما شاهدها تضل الطريق خرج وثار واضعًا رواحه على كفه فداء للوطن؟.

أعتقد أن السيسي يخاطب المصريين بحسهم الوطني، وعليهم أن يترفعوا قليلاً عن بعض الامتيازات التي ترغب العديد من الفئات في الحصول عليها، ضغطاً على أجهزة الدولة، التي تتعامل بمنتهى الضعف مع هذه الملفات الهامة.

وعلينا أن نعترف، بأن أغلب هذه الظواهر في المجتمع الحالي ترجع إلى أسباب يسأل عنها بلا شك النظام الحالي، وتحديداً حكومته التي ترى تجاوزات بعض رجال الشرطة، دون تحرك جاد وملموس، وترى فئة مشاغبة تهين شعب المدينة الباسلة بورسعيد، على مرأى ومسمع من الدولة، وتترك شبابًا أهوج يتحدث ويسيء إلى نساء الصعيد الشرفاء، فأحياناً تكون الديمقراطية نقمة على الدولة، وليست رفاهية، وحقاً لشعبها، ومن ثم على النظام الحالي أن يراجع مواقفه في العديد من الملفات الساخنة والمطروحة على الساحة حالياً، وأن يكون هناك رداً سريعاً وحاسماً، إذا أرادات الدولة أن تسير في طريقها نحو خطة بناء مصر الحديثة.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com