فرنجية يضرب وحدة حلفاء "حزب الله"
فرنجية يضرب وحدة حلفاء "حزب الله"فرنجية يضرب وحدة حلفاء "حزب الله"

فرنجية يضرب وحدة حلفاء "حزب الله"

مارلين خليفة

بعد مرور 33 جلسة للبرلمان اللبناني مخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية إثر شغور مستمرّ منذ سنة و7 أشهر وكانت نتيجتها سلبية، طرح زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري من خارج السياق إسم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيّة مرشحا مقبولا من قوى 14 آذار في "طبخة" رئاسية أعدّها رئيس المجلس النيابي نبيه بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط ووراءهما ديفيد هيل، السفير الأميركي السابق في بيروت الذي انتقل أخيرا لمهمته الدبلوماسيّة الجديدة في باكستان.

هذا الترشيح أثار استياء حلفاء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إذ قرأوا فيه تنازلا غير مبرر لقوى 8 آذار في وقت لم تنته المعارك السورية بعد الى نتيجة تبرر هذا التراجع السياسي. لكنّ لسان حال "تيار المستقبل" أن انتخاب رئيس للجمهورية بات ملحّا دوليا وإقليميا في ظل انطلاق قطار الحلّ السوري. إلا أن العارفين في خفايا الأمور يدركون أنه في خلفية العقلية "المستقبلية" أن فرنجية الذي لا يزال يجاهر بصداقته الوطيدة للرئيس السوري بشار الأسد سوف يخسر مرجعيته عاجلا أم آجلا ليعود الى حجم رئيس لبنان المضطر بفعل تركيبة البلد الى فتح قنوات مع الجميع، ولا شكّ بأن العلاقة التاريخية بين آل فرنجية وتحديدا الجدّ سليمان (رئيس الجمهورية السابق) مع الملك سلمان بن عبد العزيز لعبت دورا إيجابيا في عدم معارضة السعودية لترشيح "سليمان بك" كما خاطبه السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري.

في النتيجة حقق هذا الترشيح جملة أهداف: وضع الإستحقاق الرئاسي اللبناني للمرّة الأولى على سكة التسوية الجدية ومن داخل نادي المرشحين الأربعة الموارنة الأقوياء: سليمان فرنجية ميشال عون سمير جعجع وأمين الجميل، ولم ينجح بتفتيت قوى 14 آذار بالرغم من اعتراض سمير جعجع على تفرّد حليفه سعد الحريري بالخيار الرئاسي المسيحي أساسا، إذ سرعان ما تمّ احتواء الموقف بين الرجلين اللذين يستظلان سويا بالمظلّة السعودية، لكنّه في الوقت عينه أثار شرخا غير قابل للإلتئام في قوى 8 آذار وبين حليفين رئيسيين لـ"حزب الله" أي سليمان فرنجية والجنرال ميشال عون الذي لا يزال متشبثا بترشحه بدعم واضح من "حزب الله" الذي يتمنى في قرارته وصول فرنجية الحليف التاريخي دون أن يتجرأ على كسر الجرّة مع عون الذي يعطيه غطاء مسيحيا على مساحة لبنان وهو ما ليس متوافرا لدى فرنجية.

الجدال السياسي سينصب في المرحلة المقبلة حول تسويق فرنجية، ولن تتم العودة عن هذا الخيار الذي يلاقي دعما إقليميا ودوليا لجهة انتخاب رئيس (بغض النظر عن هوية فرنجية)، والأمر الوحيد الذي سيقصي هذا الخيار هو اتفاق عون-جعجع على مرشح آخر يفرضونه على الجميع. أما إذا لم يتحقق الأمر فإن الخلافات ستستعر في فريق 8 آذار الذي كسب مرشحين اثنين من ناديه هما عون وفرنجية، لكنّه قد يخسر تضامنه وبالتالي فاعليته، وهذا هدف أساسي أيضا لخصوم هذا الفريق.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com