الشعب المصري سيئ السمعة والشرطة "ملائكة"
الشعب المصري سيئ السمعة والشرطة "ملائكة"الشعب المصري سيئ السمعة والشرطة "ملائكة"

الشعب المصري سيئ السمعة والشرطة "ملائكة"

شوقي عبدالخالق

شاهدنا على مدار الأيام الماضية، كم من تجاوزات رجال الشرطة في حق المواطنين، تخطت حاجز التعذيب، ووصلت إلى مرحلة القتل، نتيجة هذا التعذيب، فمن واقعة الأقصر إلى الإسماعيلية، وأخيرًا القناطر، وجميعها حوادث شهدت مقتل أشخاص على يد رجال الأمن، وسط حالة من الغضب بدأت تتصاعد وبقوة في الشارع المصري، نتيجة هذه التجاوزات المعلنة.

وباتت الشرطة على وشك الصدام من جديد، مع الشعب، ويبدو أنها لم تتعلم شيئًا مما حدث في ثورة 25 يناير، وعادت في صورة أسوأ مما كانت عليه، ويجب أن نعترف بذلك، إن أردنا علاج المشكلة، ولا نتحدث بلغة أخرى على شاكلة أنها حوادث فردية، لأنها قبل الثورة أيضا كانت فردية.

الغريب، أن الشرطة لديها أيضًا رجال أبطال وشرفاء، يقتلون كل يوم، دفاعاً عن هذا الوطن وعن أمنه وسلامة المواطن، في الوقت الذي يقوم زملاء لهم بقتل هذا المواطن أو ذاك، داخل القسم، ليتحول الأمر إلى معادلة غريبة، يجب الوقوف أمامها كثيرًا، للقضاء على المساحة الكبيرة بين هذا وذاك.

وما يزيد الأمر تعقيدًا، أن المتحدث الرسمي يخرج دائماً بعد كل حادث، بمقولة إن الداخلية لا تتستر على أي ضابط مخطىء، ثم تتوالى التبريرات، ونكتشف بعد كل مرة أن الشعب المصري سيء السمعة، وأن رجال الشرطة هم ملائكة هذا العصر.

عدم اعتراف المسؤولين بوزارة الداخلية، بتجاوزات رجالهم، سيزيد الأمر سوءًا خلال الأيام المقبلة، خاصة أن الوزارة تتعامل بمنتهى الاستهانة بأرواح المصريين، فكيف لضابط متهم بقتل مواطن أن يتم نقله فقط، ويمارس عمله دون أدنى اعتبار لمشاعر ذويه؟ فكان يجب على الأقل أن يصدر قرارًا بإيقافه عن العمل، لحين الانتهاء من التحقيقات، حتى يتم ترتيب الأوراق وعمل تحريات المباحث عن الواقعة التي يكون متهما فيها أيضاً رئيس المباحث نفسه بحسب موقعه الوظيفي، إلا أن الأمر دائمًا ما ينتهي بأن المواطن إما أنه مات منتحرًا، أو أزمة قلبية، أو نزيف، نتيجة مرض سابق غير معروف ....إلخ

هذه الكارثة تستدعي اهتمامًا من رئيس الدولة المشير عبدالفتاح السيسي، لوقف هذه المهازل، التي تحدث يوميًا في أقسام الشرطة، ليظل زعيمًا أمام شعبه، الذي لم يطلب منه الكثير، فقط يريد أن يعيش داخل وطنه بكرامة، كما يجب أن تتوقف نغمة الترويع باقتراب ذكرى ثورة 25 يناير، وأن الشرطة ستحمي الشعب من بطش الإخوان، لأن هذا هو دورهم الذي نكن له كل تقدير، ونقف أمامه احترامًا لتضحياتهم، ولكن علينا أن نقف أيضًا لنرفض وبكل قوة أي تجاوز من أي رجل شرطة فاسد، حتى يتم إبعاده عن هذا الجهاز الأمني العظيم.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com