داعش والبديل الإخواني
داعش والبديل الإخوانيداعش والبديل الإخواني

داعش والبديل الإخواني

على عكس ما يبدو من أن أزمة إسقاط تركيا لطائرة روسية فوق سوريا كشفت أكثر عمن يدعم داعش ومن يكافحها، بما يعني بشكل إيجابي تركيز الحرب للقضاء على التنظيم الإرهابي، يبدو أن التوتر الروسي التركي يفيد داعش.

أو ربما لنكون أكثر دقة، فإن ذلك التوتر يفيد كافة التنظيمات الإرهابية في سوريا بانشغال من يفترض أنهم يحاربونها في توترات فيما بينهم، وخلافات عمن يوصف إرهابيا ومن يوصف "معتدلا".

لم يكن الأمر بحاجة إلى حادث الطائرة لنعرف أن روسيا، مثلها مثل بقية المتدخلين في سوريا، لا يهمها كثيرا القضاء على داعش ـ حتى أنه يمكن القول أنها تنضم إلى من يجدون مصلحة في وجود داعش (وربما بقائها بشكل أو بآخر) كالغرب وإيران وإسرائيل.

وهكذا، أمامنا فترة أطول نشهد فيها "كلاما" كثيرا عن مكافحة داعش واتهامات متبادلة بين أطراف من يصفون أنفسهم بقوى "مكافحة الإرهاب" بمن يدعم داعش والإرهاب أكثر.

وفي تلك الفترة تنتعش داعش وأخواتها من جماعات الإرهاب الأخرى، وتقوى شوكتها في سوريا والعراق، وتشتعل بؤر أخرى أكثر في ليبيا ومصر وتونس ومن يدري أين ايضا مستقبلا.

كذلك فالمسار السياسي الذي تصور البعض أن تدخل روسيا عسكريا في سوريا أحياه واعطاه زخما جديدا مرشح للتعثر مع اختلاف توجهات "الأطراف المعنية"، وليس فقط الخلاف التركي الروسي.

يبقى المستفيد الأكبر من كل هذا هو تنظيم الإخوان للأسف، فمع كل تصاعد لحديث الإرهاب تقوى حجة من يقولون بأن الحل هو في "الإسلام المعتدل الذي يمثله الإخوان".

وتدفع الإخوان انتهازيتهم للقبول بأن هناك إسلاما معتدلا وآخر متطرفا، كأن دين الله ليس واحدا .. وتبريرهم جاهز في كل الأوقات (فالإمام علي رضي الله عنه قال في "نهج البلاغة" أن القرآن حمّال أوجه).

يحاجج البعض بأن الإخوان في سوريا لا وجود مهما لهم على الأرض، وهذا صحيح لكنه لا يمنع أبدا من توقع أن ينتهي الأمر إلى كونهم القوة الوحيدة التي يتفق عليها الجميع بديلا لداعش.

ألم يكونوا كذلك في ليبيا ـ لا وجود بارزا لهم بين الفصائل المسلحة ـ ومع ذلك نصبهم الغرب حاكمين وحين فشلوا في الانتخابات يصرون على حكم ليبيا بالقوة والإرهاب؟!

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com